عُبيدَ الله تأهب للموت الذي يأتيك بغتة وتزوّد من ‏هذه الدار الفانية لتلك الدار الباقية بالإيمان والعمل ‏الصالح،

Arabic Text By Jun 22, 2017

عُبيدَ الله تأهب للموت الذي يأتيك بغتة وتزوّد من ‏هذه الدار الفانية لتلك الدار الباقية بالإيمان والعمل ‏الصالح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الأعمال ‏إيمان بالله و رسوله” رواه البخاري. ‏

ومن جُملة الإيمان بالله أن تعتقدَ أن الله مستغن عن ‏كل ما سواه، مفتقرٌ إليه كل ما عداه. فالله سبحانه ‏وتعالى لا يسكن السماء ولا يجلس على العرش ‏ولا يتحيّز في مكان أو جهة، ولا هو في كل ‏الأمكنة والجهات لأنه كان قبلها وهو خالقها. ربنا ‏تبارك وتعالى ربُ كل شيء كان قبل الزمان ‏والمكان موجوداً سبحانه بلا مكان ولا جهة، وهو ‏الآن على ما عليه كان، لأن اللهَ جلَّ وعلا لا ‏يوصف بالتغير إذِ التغير من صفات المخلوقين ‏والله لا يشبه شيئاً من خلقه. لا يشبه الإنس ولا ‏الجن ولا الملائكة. هو قال عن نفسه: {ليس كمثله ‏شىءٌ وهو السميع البصير}. ‏

وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي الذي هو أحد أئمة ‏السلف الصالح رضي الله عنه: “ومن وصف الله ‏بمعنى من معاني البشر فقد كفر”، أي أن الذي ‏يصف اللهَ تعالى بصفة من صفات المخلوقات ‏كالعجز أو التعب أو المرض أو النوم أو الجهل أو ‏الصورة أو الكمية أو الحجم أو الجهة أو المكان ‏أو الجلوس على العرش فليس مسلماً.‏

وأما الإيمان برُسل الله عليهم السلام فمن ذلك أن ‏تعتقد أن جميع الأنبياء جاءوا بدين الإسلام. كلهم ‏دعا لعبادة الله وحده وعدم الإشراك به شيئا. ‏والأنبياء موصوفون بالصدق والأمانة والفطانة أي ‏شدة الذكاء، ويستحيل عليهم الكذب والخيانة ‏والرذالة والسفاهة والبلادة أي البطء في الفهم. فلا ‏يجوز أن يعتقد الإنسان أن إبراهيم عليه السلام ‏كذب من حيث حقيقة الأمر لأن الأنبياء مُنَزّهون ‏عن ذلك، ولكن ما ورد يفسّر بأنه تورية ليس فيها ‏كذب من حيث الحقيقة عند من أثبتوه. ولا يجوز ‏أن يُعتقد أن نبي الله داود قتل قائد جيشه ليتزوج ‏امرأته. ‏

ولا يجوز أن يُعتقدَ أن إبراهيم عليه السلام كان ‏يبيع الأصنام ويقول للناس اشتروا ما لا ينفعكم ولا ‏يضركم، هذا كله كذب عليهم، فهم أشرف خلق ‏الله، والأنبياء حاربوا الشرك ولم يشجعوا الناس ‏عليه. وسيدنا يوسف ما همَّ بالزنا بامرأة العزيز ‏لأن هذا يخالف منصِبَ النبوة، وإنما الصواب أنه ‏همَّ بدفعها عن نفسه ولكن الله أوحى إليه أن ‏ينصرف عنها من غير دفع لها عنه لتظهر في ما ‏بعد براءته عليه السلام. ولا يوجد نبي شرب ‏الخمر أو شجع على شربها. وأيوب عليه السلام لم ‏يخرج من جسده الدود لأن هذا مرض منفّر ‏والأنبياء معصومون من الأمراض المنفرة. ‏

فالحاصل أن من نسب إلى الأنبياء ما لا يليق ‏بمنصب النبوة وطعن فيهم فليس مسلماً. فالمسلم ‏هو من ثبت على العقيدة الإسلامية أن الله موجود ‏بلا مكان ولا جهة لا يشبه شيئاً، أرسل سبحانه ‏جميع الأنبياء بدين الاسلام وجمَّلهم بالصفات ‏الحسنة وعصمهم من الكفر وكبائر الذنوب ‏والصغائر التي فيها خِسة ودناءة قبل النبوة ‏وبعدها. فمن ثبت على عقيدة التوحيد ومات على ‏ذلك فقد ضمِن دخول الجنة. قال عليه الصلاة ‏والسلام: “لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة”.‏

والكافر لا يرجع للإسلام إلا بالإقلاع عن الكفر ‏والنطق بالشهادتين: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ‏فلا ينفعه الاستغفار اللساني وهو على كفره لأن ‏الكافر لا تُقبل منه عبادة ولا يرجع إلى الإسلام ‏بقوله أستغفر الله.‏

اللهم حسِّن عاقبتنا. اللهم اجعل زيارة عزرائيل لنا ‏ونحن على كامل الإيمان واجعل آخر كلامنا ‏شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله عليها ‏نحيا وعليها نموت وعليها نُبعث إن شاء الله آمنين ‏مطمئنين