من بعض الكلام الذي يقوله وينشره بعض ‏المنتسبين إلى الطريقة التجانية، كلام لا يقبل أيّ تأويل ولا يقبل ‏كذلك أيّ معنى صحيح سوى أنه كفر وضلال،

Arabic Text By Feb 26, 2017


قال الإمام الجنيد رضي الله عنه: “طريقنا هذا مبنيّ على الكتاب ‏والسنة”. التصوف السّـنّي مبناه على القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ‏هنا يجب شرعاً التحذير من بعض الكلام الذي يقوله وينشره بعض ‏المنتسبين إلى الطريقة التجانية، كلام لا يقبل أيّ تأويل ولا يقبل ‏كذلك أيّ معنى صحيح سوى أنه كفر وضلال، معناه ضلال ومبناه ‏كفر. لا نقول كل فرد من التجانية يقولها، نقول بعضهم فقط، والعياذ ‏بالله تعالى من الكتاب المسمى عندهم “جواهر المعاني” وهو كتاب ‏مشهور لدى التجانية مؤلفه اسمه علي حرازم الفاسي، فيه كلام فاسد ‏يجب التحذير منه، ولا نقول كل تجاني يعتقد ذلك، ولكن هذا الكلام ‏أدناه عن تخفيف عذاب الكفار في جهنم وهو كفر، وكذلك قول بعض ‏التجانية إن محمداً هو عين ذات الله، وهذا كفر كذلك، ومثل ذلك ‏زعمهم الباطل أن المرة الواحدة من صلاة الفاتح (وهي صيغة ‏للصلاة على النبي) تعدل من القرآن ستة آلاف مرة وأن المرة ‏الواحدة تعدل من كل تسبيح وقع في الكون ومن كل ذكر ومن كل ‏دعاء كبير أو صغير ومن القرآن ستة آلاف مرة، هذا عين كلامهم ‏في كتابهم “جواهر المعاني”، هذا كله فيه من الكفر أشكال وألوان.‏‎ ‎

ومن الكفر الذي في ذلك الكتاب أيضاً قولهم: “وقد ذَكَرَ بعضُ أهل ‏الحقائق أنّ بعضَ أحوالِ الرحمة في أهل النار مِنَ الكفّار أنّهم يُغمَى ‏عليهم في بعض الأوقات فيكونون كالنائم لا يُحِسُّونَ ألِيمَ العذابِ ثمّ ‏تُحْضَرُ بين أيديهم أنواع الثمار والمآكل فيأكلون في غاية أغراضهم، ‏ثمّ يفيقون من تلك السكرة فيرجعون إلى العذاب”، قالوا والعياذ بالله: ‏‏”فهذا من جملة الرحمة التي تنال الكفّار”. انتهى بلفظه وهو كفر ‏مبين لأنه تكذيب لقول الله تعالى: “أُولَئِكَ الَّذِينَ اشتَرَوا الحَيَاةَ الدُّنيَا ‏بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنهُم العَذَابُ وَلا هُم يُنصَرُونَ” (البقرة، 86).‏

فيجب شرعاً التحذير من هذا الكلام أعلاه، وليعلم من يدافع عنه ‏ويلتمس له التأويلات أنه مبطل كائناً من يكون. التصوف بريء من ‏هذه الترّهات. تصوف الجنيد والكرخي والرفاعي والجيلاني ‏والشاذلي بريء من هذه الخرافات والعياذ بالله تعالى.‏