سؤال: هل تفرّق الطرق الصوفية ‏المسلمين؟

Arabic Text By Feb 26, 2017


سؤال: هل تفرّق الطرق الصوفية ‏المسلمين؟

الجواب: لا، لأن الطرق الصوفية ‏كالرفاعية والقادرية والشاذلية وغيرها من ‏طرق أهل السنة والجماعة يجمعها ‏الأساس العقائدي الواحد، ‏والفرق بينها هو ‏في أمور فرعية تتعلق بالسلوك والأوراد ‏التي هي الأذكار، وهذا شيء يقبله الشرع ‏ولا يمنع منه. فالطرق الصوفية مثلها مثل ‏المذاهب ‏الفقهية المختلفة ما بين مالكي ‏وحنفي وشافعي وغير ذلك، لا يضرّ ‏المسلم إن اتّبع هذا المذهب الفقهي أو ذاك، ‏كما لا يضره أن يسلك على يد أيّ شيخ ‏‏صوفي من الطرق المعتبرة، ولكن كل ذلك ‏شرط أن يكون هذا الشيخ موافقاً لما جاء ‏به أهل السنة في العقيدة وعدم خرق ‏الإجماع في الأمور الفقهية، ‏وهذا هو ‏الأساس لأن المخالفة في ذلك تضرّ. ‏الأساس هو العقيدة ثم أن لا يخرق متبع ‏هذا الشيخ الصوفي أو ذاك الإجماع في ‏مسائل ‏الشرع. يتخيّر بين المذاهب إن شاء ‏من غير مخالفة لما أجمع عليه ‏المجتهدون.‏ نحن لسنا ملزمين بأن نكون ‏شافعية أو مالكية أو حنفية، ولكن ليس لنا ‏خرق الإجماع.‏

المذاهب الفقهية والطرق الصوفية ليس ‏بينها خلاف يضرّ اعتقاد المسلم، لأن ‏المجتهد من مجتهدي المذاهب له دليله ‏الشرعي من الكتاب أو ‏من السنة وهو ‏يؤدّي وظيفة شرعية، وكذلك الشيخ ‏الصوفي يسلّك هذا المريد بالإكثار من ‏التهليل، وذاك الشيخ لمريد آخر بالإكثار ‏من ‏التسبيح أو الحمد لله أو الحوقلة أو غير ‏ذلك من الأوراد وطرق التسليك والتهذيب ‏التي لها أصل في الشريعة، فلا بأس في أن ‏يتخيّر الشيخ لمريديه بين ‏هذا الورد من ‏الذكر أو ذاك. وأين ما يفرّق المسلمين في ‏ذلك، وكلّ هذه الأمور لها أصول شرعية، ‏فأين الضرر في ذلك؟

وهذا كله بخلاف المخالفة التي عليها أهل ‏البدع في الاعتقاد من مجسمة وهابية نفاة ‏للتوسل، أو مشبهة لله بخلقه، أو معتزلة ‏مكذّبة بالقدر، أو غيرهم ممن كلامه ‏يقتضي تكذيب القرآن أو ‏الرسول صلى الله ‏عليه وسلم في ما جاء به كالقاديانية ‏الضالة، فوجب التحذير من هؤلاء لأن ‏الخلاف الذي ابتدعوه يتعلق بأصل ‏الاعتقاد أي بأساس الدين، وليس في أمور ‏فقهية ‏فرعية فقط، على  أنهم خالفوا أهل ‏السنة في كثير من الأمور الإجماعية في ‏الفقهيات كذلك وليس في الاعتقاد فقط، ‏فوجب التنبه إلى ذلك. ‏