أصلُ الدِّين معرفةُ الله ومعرفةُ نبِيّه محمّد ثم معرفةُ الضّروريّات

Arabic Text By Jun 30, 2014

تعالى

قال شيخنا الفقيه المحدّث عبدالله بن محمد الهرري رحمه الله:

الأساسُ معرفةُ الله. أصلُ الدِّين معرفةُ الله ومعرفةُ نبِيّه محمّد ثم معرفةُ الضّروريّات: الصلواتِ الخَمس والطّهارة وتعليمِ ما يَحرُم مِنَ المسَائِل الظّاهِرَة.

وبعدَ ذلك إن كانَ الولَد له حَظٌّ في أن يتَوسَّع في مَعرفة أمُورِ الدّين يصِلُ إلى ذلكَ، وإن لم يكن لهُ حَظٌّ يكونُ قَد أخَذَ الضّروريات أو قِسمًا منها.

في القَديم كانوا يُعَلّمُونَ العقيدةَ (أي الصحيحة) في (الصفوف) الابتدائيّة، التّنزيه (أي تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات وأن الله موجود بلا كيفية ولا مكان)، كانوا يُعلّمُون (ذلك) في الابتدائيّة.

الأبُ والأمّ في تلكَ الأيّام إذا تَركُوا الأولادَ في هذه المدارس (أي المدارس الفرنجية أو مدارس الإرساليات أو العلمانية أو الملحدة) يُعَلَّم فيها الكُفر، يُعَلَّمُ فيها (مثلاً) أن الإنسانَ أَصلُه قِرد وهذا كُفر. الله تبارك وتعالى قال: “لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” (سورة التين).

(اعتقاد المسلمين هو أن) أوّلُ إنسانٍ هو (نبي الله) آدمُ وكانَ جميلَ الشَّكل ولم يَكُن بهِ عَاهَةٌ لم يكن دَمِيمًا ولم يكن قَصِيرا، ولم يكن ذا عَاهَةٍ في يَدِه أو رِجْلِه أو في عَينِه أو في أيّ مَوضِع مِن جسَدِه. كانَ (سيدنا آدم) سَوِيَّ الخِلقَةِ (ليس فيه عاهة) جميلَ الصُّورَة.

بدَلَ أن يُعَلّمُوا هذا (أي صحيح الاعتقاد في الله وأنبيائه)، يُعَلّمُونهُم أنّ أصلَ الإنسانِ مثل القِرْد، والعياذُ بالله، إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجِعُون.

وقال الغزالي (ت 505 هـ.) في كتاب قواعد العقائد بعد أن ذكر جملة من عقيدة أهل السنة والجماعة ما نصّه: “ترجمة العقيدة ينبغي أن يقدّم إلى الصبي في أول نشوئه ليحفظه حفظاً، ثم لا يزال ينكشف له معناه في كبره شيئاً فشيئاً، فابتداؤه الحفظ ثم الفهم ثم الاعتقاد والإيقان والتصديق به، وذلك مما يحصل في الصبيّ بغير برهان”.


فاعتنوا بتحفيظ وتعليم أولادكم وأهلكم وأنفسكم وإخوانكم وأحبابكم هذه العقيدة الطيّبة ونشرها وتعليمها الناس، فإن نشر اعتقاد أهل السنة والجماعة في هذا الزمن جهاد في سبيل الله تعالى وحصن للدين والدنيا من العقائد الفاسدة والأقاويل الزائغة كالمشبهة المجسّمة يدّعون كذباً أنهم سلفية، وجماعة سيد قطب المنحرفين عن نهج الشيخ المؤسّس حسن البنا رحمه الله، ومن ضلّ من الفرقة التجانية يقولون: “محمد عين ذات الله” وهذا ضلال مبين، نسأل الله تعالى السلامة والعافية في الدنيا والآخرة لنا ولأهلنا ومن يحبّنا في الله