لا يَشبَعُ المؤمِنُ مِن خَيرٍ يَسمَعُه حتى يكونَ مُنتهَاهُ الجنَّة

Arabic Text By Sep 13, 2010

لا يَشبَعُ المؤمِنُ مِن خَيرٍ يَسمَعُه حتى يكونَ مُنتهَاهُ الجنَّة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءالهِ الطّيّبينَ أمّا بعدُ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:”لا يَشبَعُ المؤمِنُ مِن خَيرٍ حتى يكونَ مُنتَهاهُ الجنّة” هذا الحديثُ فيه حَثّ أَكيدٌ على الثّباتِ في عَملِ الخَير ومُداومَته،فيهِ الحَثُّ على أَمرِ البِرّ والتّقوى إلى ءاخِر الحَياةِ فإنَّ المؤمنَ يَرى في الآخِرةِ نَفعَ الطّاعاتِ بحَيثُ إنّه يتَمنَّى أنْ لو عَمِلَ مِنَ الحَسنَاتِ أَكثَر مما عمِلَ، حتى إنّ الواحِدَ مِنهُم إذا تَذكّرَ سَاعةً قَضاهَا في مَكانٍ لم يَذكُروا اللهَ فيه ولم يُصَلُّوا على النّبي يتحَسّرُ أي يتَمنَّى أن لو لم يُفارِق ذلكَ المجلسَ إلا بَعدَ ذِكرِ اللهِ والصّلاةِ على النبيّ.

وفي روايةٍ لهذا الحديث:”لا يَشبَعُ المؤمِنُ مِن خَيرٍ يَسمَعُه حتى يكونَ مُنتهَاهُ الجنَّة“رواه ابنُ حبان والحاكم والبيهقي والضّياء المقدسي عن أبي سعيد.

فمن أرادَ اللهُ بهِ عُلُوَّ الهِمّةِ يَزدَادُ رَغبَةً في عَملِ البرِّّ والحَسنات، مَهمَا كانَ جَادًّا في ذلكَ يتَمَنى أنْ يَزيدَ على ذلكَ،وأَوْلى ما يتَمَنى المؤمنُ منَ الازديادِ في شَىءٍ طلَب الازديادِ منَ العِلمِ قال اللهُ تعالى:”وقُل ربِّ زِدْني عِلْمًا” لم يَردْ في القرءانِ أَمرُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم بطلَبِ الازدِيادِ مِن شَىءٍ إلا مِنَ العِلم وذلكَ لأنّ العِلمَ أَسَاسُ الإيمانِ،العِلمُ باللهِ ورسُولِه وأمُورِ دِينهِ هذَا العِلمُ الذي فَرضَه اللهُ أنْ يتَعلّمَهُ الإنسانُ،على كُلِّ فَردٍ مِنْ أَفرادِ البَشر المكَلَّفِين،أمّا ما سِوى عِلمِ الدِّين فإنما يُفتَرضُ مِنهُ مَا فيه مَصلَحةٌ للمَعِيشَةِ فهوَ فَرضُ كِفَاية،عُلومُ الصّنائعِ فَرضُ كِفايةٍ ليسَت فَرضَ عَين،فكُلُّ مَا يَقُومُ عَليهِ صَلاحُ المعِيشَةِ في الدّنيا مِنَ الصّنائعِ فهوَ فَرضُ كِفَايةٍ إذَا تَعلَّمَه بَعضُ المسلمينَ سَقَطَ الحَرجُ عن غَيرِهم،فالذي هوَ فَرضٌ على المسلِمينَ مِن عِلمِ الدُّنيا تَعلُّم مَا يَقُومُ بهِ صَلاحُ المعِيشَةِ مِن حِراثةٍ وحِياكَةٍ وإعْدادِ القُوّة التي يُدفَع بها شَرُّ الكُفّار.

روى الطبراني في كتابِ الدّعَوات أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ:”مَا اجتَمعَ قَومٌ ثم تَفَرّقُوا مِن غَيرِ أنْ يَذكُروا اللهَ ثم افتَرقُوا مِن غَيرِ أن يُصَلُّوا على النّبي إلا كانَ في قُلوبهِم حَسرةٌ يَومَ القِيامةِ وإنْ دَخَلُوا الجنَّة“ليسَ المعنى أنه يجِبُ أن يَذكُرَ اللهَ في كُلّ اجتماع وأن يُصَلّيَ على نبيّهِ،بل معناهُ أنّهُ سُنّةٌ مؤكّدةٌ بحيثُ إنهم إنْ لم يَفعَلُوا ذلكَ وهم يَذكُرونَ ذلكَ المجلسَ في الآخِرة في الجنّة يقولونَ لَو أنَّا ذكَرْنا اللهَ وصَلَّينا على النبيِ مِن قَبل أن نتَفرّق .