للتحذير من توزيع ما يقال له رسالة الشيخ احمد حامل مفاتيح الحرم

Arabic Text By Aug 27, 2010

للتحذير من توزيع ما يقال له رسالة الشيخ احمد حامل مفاتيح الحرم


الإخوة الكرام حفظكم اللهالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،خصوص توزيع ما يقال له رسالة الشيخ احمد حامل مفاتيح الحرم التي وصلتني منها أخيراً نسخة،لا توزعوها الله يهدينا للخير لأنها كذب وزور،
فأولاً، لا يوجد شخص بهذه الوظيفة، هو وهم بوهم ومجرد تهويل وكذب على الناس،وليتوكل أحدنا على الله الذي لن يصيبنا إلا ما كتب تعالى لنا وقدّر وعلم بعلمه الذي لا يتغير لا برسالة شخص ولا بدعائه كائناً من يكون،أما بشأن توزيع تلك الصورة 12 مرة، بما فيها من كلام لمجرد أن فيها الشهادتين، فالجواب هو أنه وإن كان من أصول أهل السنة اعتقاد ان الأولياء الصالحين من العلماء العاملين وغيرهم ممن نوّر الله بواطنهم بنور العلم والعمل كمعروف الكرخي والجنيد البغدادي وذي النون المصري رضي الله عنهم، لهم كرامات في حياتهم وقد يحصل لهم بعض الكرامات بعد مماتهم إكراماً مِـن الله لهم بصدق اتباعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك أن الله الذي هو خالق كل شيء قادر على خرق العادة لمن يشاء لا يُعجزه ذلك ولا غيره، ولا سيما مَـن كان منهم من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم مِـن أولاد سيدنا علي رضي الله عنه الذين كانوا يحبّـون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ومنهم سيدتـنا زينب بنت سيدنا علي التي مقامها في مصر معروف والمتوفاة سنة 62 هـ.، ومن المعلوم ان سيدنا علي رضي الله عنه زوّج ابنته أم كلثوم إلى سيدنا عمر حباً بقرابته وثقة بدينه رضي الله عنهما، وكان من اولاد سيدنا علي من سمّاه أبا بكر وعثمان قتلا مع الحسين رضي الله عنهم، وكان له كذلك عمر الأكبر كما ذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة وغيره من أهل التأريخ؛ إلا أن هذه الرسائل التي لا يُـعرف لها سند وإنما هي تذيـّـل بتوقيع مجهول ويُـطلب من الناس توزيعها بعدد معيّن إنما هي نوع من الخرافة لا ينبغي للمرء أن يصدّق كلّ ما فيها لبُـعد كاتبيها عن مخالطة أهل العلم كما هو ظاهر من أسلوبها الركيك ولا سيما ما يقال إنه وصية الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية، على أن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحتاجون إلى هذا النوع من “الدعاية الرخيصة” إن صح التعبير، بل هم أجلّ وأرفع رضي الله عنهم.وإننا وإن كنا نجوّز أن يعافيَ الله مريضاً ببركة رجل صالح أو ببركة أثر من آثاره إظهاراً لشرفه أو لشرف الطرفين الأصل والفرع كما ورد في قصة نبي الله سيدنا يوسف وأبيه نبي الله يعقوب اللذين لم يأتيا إلا بالإسلام كسائر الأنبياء ومنهم عيسى وموسى، والقصة مذكورة في القرآن في سورة يوسف آية 93 وفيها قول سيدنا يوسف: “اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأتِ بصيرًا”، فردّ الله تعالى بصرَ سيدنا يعقوب بعد أن وضع قميص ابنه يوسف عليه السلام على وجهه؛ إلا أننا لا ينبغي أن نقطع بصدق مجرد رواية لا يُـعرف لها سند ولا سيما ان قضية الأرقام في هذا المقام تحمل نوعاً من البدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان، فالقرآن الكريم لم يأت إلا بما يجيزه العقل السليم إلا أنه ليس كتاب رياضيات ولا كيمياء ولا فيزياء، ولا يندرج تحت اختبار النظريات العلمية التي وإن كان بعضها معتـقد صحته اليوم إلا أننا لا ندري ماذا يحمل الغد لنا من اكتشافات أو نظريات، فلا ينبغي وضع القرآن في غير موضعه ولا تحميله ما لا يحتمل من تأويلات إلا ما كان على سنة “أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده” (الأنعام 90). وأحبذ هنا التنبيه على جهل أو خبث من قال إن أحداث 11 أيلول 2001 التي جرت في الولايات المتحدة مذكورة في القرآن من طريق استخراج الأعداد، فإن هذا من الخبث بمكان عظيم لتحميل الإسلام وزر هذه الفعلة وهو منها بريء، وإنما هي فعل شر قام به مجرمون ولو ادّعوا أنهم مسلمون، ما انقلب بضرر على المسلمين عظيم لا يعلم مداه إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى. وكذلك أنبّـه على كذب ما نسب من شعر ركيك تداوله الناس منسوب كذباً إلى الشيخ محيي الدين بن عربي الصوفي المشهور (638 هـ.) فيه ذكر ما حصل من أمر حرب الولايات المتحدة على العراق، فإن هذا كذب أيضاً وليس في ديوانه ولا في غيره من كتبه وإن كان في كثير منها دسّ عليه رضي الله عنه، وهو القائل ما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد، وما قال بالحلول إلا من دينه معلول، كما ذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني من علماء القرن العاشر والمتوفى سنة 973 هـ. في كتابه في بيان عقيدة الأكابر، يعني السادة الصوفية رضي الله عنه الذين كانوا على اعتقاد أهل السنة والجماعة من تنزيه الله عن الحلول “لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد”، فمن اعتقد جواز أن يحلّ الله تعالى في شيء من خلقه أو أن يحلّ فيه تعالى شيء من خلقه لزمه الرجوع إلى الإسلام بالشهادتين: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، والحمد لله رب العالمين، وبارك الله بكم،