إنّا أَنزَلناهُ في لَيلةٍ مُباركةٍ ..إنما على حسَبِ تَعلِيمِ الرّسول صلى الله عليه وسلم رتَّبُوا القرءانَ كتابةً

Arabic Text By Aug 16, 2010

إنّا أَنزَلناهُ في لَيلةٍ مُباركةٍ ..إنما على حسَبِ تَعلِيمِ الرّسول صلى الله عليه وسلم رتَّبُوا القرءانَ كتابةً

الحمد لله ربِّ العالمين وصَلواتُ اللهِ البَرِّ الرّحِيم والملائكةِ المقَرّبين على سيدنا محمّدٍ أشرفِ المرسَلِين وعلى جميعِ إخوانِه الأنبياءِ والمرسلين مِن ءادمَ فمَن دُونَهُ وبعد

فقد قال الله تعالى:”إنّا أَنزَلناهُ في لَيلةٍ مُباركةٍ إنّا كُنّا مُنذِرينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكِيم “

المعنى أنّ اللهَ أَنزَل القرءانَ في لَيلةٍ مُباركةٍ أي في ليلةِ القَدر،هوَ القرءانُ كانَ في اللوح المحفوظِ،كانَ في الذِّكْر،أي في اللوح المحفوظ ثم بعدَ أن تَمَّ لسَيِدنا محمّدٍ مِنَ العمُرِ أربَعُونَ سَنةً أَنزَل اللهُ تَعالى أي أمَر جِبريلَ بِأن يُنزِل القرءانَ جملةً واحِدةً إلى السّماءِ الدُّنيا إلى بيتِ العِزّة،كانَت تلكَ الليلةَ ليلةً مِن رمضَان،في ذلكَ العام الذي بدَأ على الرسولِ نزُول القُرءان عليه،جبريلُ لم يُنزّلْه على الرسولِ دُفعَةً واحِدةً،إنما بحَسَب ما يؤمَرُ جبريلُ مِن قِبَلِ الله تعالى،كانَ جبريلُ يُنزّلُ مِنهُ ءاياتٍ أحيانًا وأَحيانًا سُوَرًا كامِلةً،كانَ يُنزّل جِبريلُ على رسولِ الله مِنَ القُرءانِ أَحْيانًا خمسَ ءاياتٍ،وأوّلُ ما نَزَل على الرسولِ مِنَ القُرءان سورةُ العَلق،خمسُ ءاياتٍ منها،لم تَنزل عليه بتَمامِها،بل أُنزِلَ علَيه منها أوّلا خمسُ ءاياتٍ،ثم بعدَ عِشرِينَ سنةً تمّ نزولُ القُرءانِ علَيهِ فلَمّا تمّ نزُولُ القرءانِ علَيهِ عَلّمَ أصحَابَهُ القِراءةَ،قَبلَ ذلكَ كانَ جبريلُ يَنزِلُ عَليه بشَىءٍ مِنَ القُرءانِ لَيسَ علَى حَسَبِ التّرتيبِ الذي هوَ الآنَ في المصحَف بل على غَيرِ ذلكَ التّرتيب،كانَ يَنزلُ جِبريلُ بشَىءٍ مِنَ القُرءانِ إنما بعدَ اكتِمالِ نُزولِه أي بعدَ عِشرينَ سَنةً مِن بَدْءِ نُزولِ القُرءان على رسول الله صلى الله عليه وسلم تمّ نُزولُ القُرءانِ علَيهِ فعَلّمَهُم رسولُ الله قراءةَ القُرءانِ على التّرتيبِ الذي هوَ الآن في المصحَفِ، ليسَ أصحَابُ رسولِ الله باجتِهادِهم قدَّمُوا وأَخّرُوا ، ووَضَعُوا هذِه السُّورةَ هُنا وتِلكَ السّورةَ هُناكَ وتِلكَ السّورةَ في مَوضِعٍ وتِلكَ السّورةَ في مَوضِعٍ ءاخَر، إنما على حسَبِ تَعلِيمِ الرّسول صلى الله عليه وسلم رتَّبُوا القرءانَ كتابةً،لأنّ النّبي كانَ أُمّيّا لا يَقرأ المكتوبَ،مَا تعَلّمَ الخطَّ، عَاشَ ولم يَتعَلّم الخَطّ،ومَع ذلكَ كانَ أَعطاهُ اللهُ عِلمَ الأوّلِينَ والآخِرينَ،أمّا بَعضُ الأنبياءِ الذينَ قَبلَهُ كانُوا تَعلّمُوا الخَطَّ،حتى سيّدُنا عيسَى ابن مَريم كانَ دَخَلَ المدرسةَ الابتدائيةَ التي فِيها كُتّاب،تعَلّمَ هُناكَ الخَطّ الذي كان مُستَعمَلا في الأرضِ التي كانَ هوَ بها في فِلَسطِين،كانَ هوَ في أُنَاسٍ يتَكلَّمُونَ باللّغةِ السُّريانية،والإنجيل الذي أُنزِلَ علَيهِ كانَ باللّغةِ السُّريانيةِ،لم يَكُن بالعَربِيةِ ولا بالعِبْرِيّة.