قال الامام الطحاوي رحمه الله: نَقُول في تَوحِيدِ اللهِ مُعْتَقِدِينَ بِتَوْفِيقِ اللهِ:

Audio By May 11, 2019

قال الامام الطحاوي رحمه الله: نَقُول في تَوحِيدِ اللهِ مُعْتَقِدِينَ بِتَوْفِيقِ اللهِ: ‏إنَّ اللهَ وَاحِدٌ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا شَىءَ مِثلُهُ.اهـ يريد الطحاوي أن يقول إن التوفيق ‏بيد الله تعالى، والتَّوفيقُ هُوَ أن يخلق الله في الإنسان القُدْرَةِ على الطّاعَةِ فمن ‏أطاع الله نسميه عبداً موفّقاً. وقالَ بعضُ العُلَماءِ‎:‎‏ التَّوفيقُ هو فَتْحُ بابِ الخَيْرِ ‏وإغْلاقُ بابِ الشَّرِّ‎.

فَمَعْنى وَفَّقَكَ اللهُ أي يَسَّرَ لكَ الخيرَ، أي يَسَّرَ لكَ ما يُحِبُّ منك أن تفعله، هذا ‏مَعْنى وَفَّقَكَ اللهُ، وليسَ مَعْنى وَفَّقَكَ اللهُ قَدَّرَ اللهُ لكَ الحصول على المال ‏الكثير، هذا لا يُقالُ لهُ تَوفيقٌ، مَهما كَثّرَ اللهُ تَعالى للعَبدِ الرِّزقَ والأموال ‏الكثيرة لا يُقالُ وفَّقَهُ، إنَّما يُقالُ وَفَّقَهُ إذا أَجْرى على يَدِهِ الخَيرَ، أي العَمَلَ ‏الصّالِحَ الَّذي أمَرَه اللهُ بهِ‎.

مثالٌ ذلك رَجُلٌ موسِرٌ بمالٍ حَلالٍ يُفَرِّقُهُ في مَرضَاةِ اللهِ يريد الثواب من الله، ‏هذا يُقالُ لهُ بتَوفيقِ اللهِ، لأنّ تَفْرِقَةَ المالِ الحلالِ لِوَجْهِ اللهِ تعالى هذا بِتَوفيقِ ‏اللهِ يكونُ، لأنَّ هذا حَسَنةٌ مِنَ الحسَناتِ، هذا عَمَلٌ صَالحٌ‎.

لذا لا يَجوزُ أنْ يُقالَ لِشَخْصٍ اللهُ لا يُوَفِقُكَ، لأنَّ معناهُ اللهُ لا يُمَكِّنُكَ مِنْ فِعْلِ ‏الخيرِ.‏

قال الامام الطحاوي رحمه الله: ولا تحويه (أي الله تعالى) الجهاتُ الستُ ‏كسائر المبتدَعات.اهـ والمبتدَعات (بفتح الدال) أي المخلوقات، ومعناه أن الله ‏منزّه عن الجهة والمكان. يتبع إن شاء الله

سيّدنا رسول الله مدح من يتفقه في الدين، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَن يُرِد اللهُ به خيراً يفقِّههُ في الدين” رواه البخاري ومسلم.