0 Comments 4:57 pm


ليُعلم أن الإنسان مسؤول عما يكتب أو ينشر كما أنه مسؤول عما يقول بلسانه. والعجب أنك ترى ‏الآن كثيراً من الناس يتناقلون في الواتس أب دروساً دينية ومنها غير الصحيح بل ولفئات ضالة، أو غير ذلك ‏من الأخبار المضلّلة ينشرونها خبط عشواء بطريقة القص واللصق حتى من غير قراءة لما ينشرونه، وهذا ‏عجيب خصوصاً من بعض المتعلمين لعلوم الشريعة من الذين همّهم السبق وجمع أكبر عدد من المتابعين من ‏غير مراعاة حكم الشريعة. وهناك خصوصاً بين ما يتناقله كثيرون مما يُنتقد بشدة، أخبار كاسدة فاسدة لا ‏أصل لها وكأنهم نسوا أنهم أناس عقلاء سيحاسبهم الله عما يقومون بنشره في هذه الوسيلة من واتس أب ‏وفايس وتلغرام صارت بالنسبة للكثيرين مرتعاً للفساد ونشر الغرائب من الأخبار والخرافات يظنون لجهلهم ‏أنها تجعلهم منظورين لدى الناس. وللأسف فكثيراً ما لا تقتصر تلك الغرائب على أخبار شم السمك للسكارى ‏وغير ذلك من العجائب التي ليس لها أي أصل صحيح، بل تتجاوز ذلك إلى مسائل دينية غير مضبوطة ‏ينشرها بعض الجهال مثل حديث معروف بحديث الإبرة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أو حديث ‏يقال له حديث ثعلبة وهو مكذوب أيضاً، وأحاديث مكذوبة خبيثة أخرى، ناهيك عن الأخطاء في تشكيل ‏الكلمات وكتابتها بما يؤدي إلى تحريف معانيها وإعطائها معنى غير المعنى الشرعي الذي وضعت له، وإن ‏تكن تلك الكلمات أحياناً صحيحة من حيث الأصل، فليتنبه العاقل لما ينشره فإنه محاسب مسؤول عن ذلك يوم ‏القيامة. تنبيه مهم ثان: العلم الديني لا يؤخذ إلا من ثقة عارف بالشريعة، فتنبهوا، وليس بمجرّد الشهرة أو ‏كثرة النشر أو الاجتهاد في المسارعة في بث المعلومات ويغطي نفسه ببعض الشعارات مع الجهل في ‏الشريعة، هذا لا يؤخذ منه العلم لأنه يكون خطراً على نفسه وعلى غيره.

Related Posts