قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجودٌ بلا كيف ولا مكان.ا

Arabic Text By Feb 01, 2017

قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجودٌ بلا كيف ولا مكان.مختصر مفيد ‏‏نفيس جداً في علم أهل السنة والجماعة ليكن لكم شرفُ نشره،

فالعلماء لم يكتبوه عبثاً ولا هم ‏كرّروه للتسلي، ولكن كتبوه وكرّروه وسمّوه أصل الدين والفقه الأكبر لتكريس علم ‏التوحيد الذي هو أساس الإسلام في أنفس الناس في زمانهم منذ مئات السنين، فكيف لو رأوا ‏زماننا لقالوا نحن في زمن مجانين والعياذ بالله لقلة الاهتمام بالدين وكثرة تضييع الأوقات بلا ‏فائدة وتيهان الشباب نحو أنواع الملذات لما رأوا من أهلهم من الانهماك في الدنيا وتتبع ‏الراحات والانغماس في التنعم، ومع ذلك يشتكون ولا حول ولا قوة إلا بالله، وضمن هذه الفوائد ‏أدناه مواقع مفيدة جداً كذلك ففيها عقيدة علماء الأزهر الشريف وسائر أهل السنة والجماعة ‏شرقاً وغرباً ولله الحمد، انشروها لله تعالى نصراً لعقيدة النبيّ صلى الله عليه وسلم، فرّج الله الكرب عن ناشرها ‏وعافانا وأحسن ختامنا ولمن قال آمين، آمين.‏

‏”أفضلُ الأعمال إيمانٌ بالله ورسوله” حديث شريف رواه البخاري.‏

قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجودٌ بلا كيف ولا مكان.اهـ. والدليل على ذلك ‏‏أن الله ليس حجماً فلذلك كان الله موجوداً بلا كيف ولا مكان أزلاً وأبداً. الحجم مستحيل على الله، ‏‏والمكان والكيف والجسمية كذلك، كل صفات المخلوق لا تجوز على الله.‏

والإمام مالك رضي الله عنه كذلك حين سئل عن آية الاستواء قال في ما رواه البيهقي وغيره: ‏‏”والكيف غير معقول” وفي رواية قال: “وكيف عنه [أي عن الله] مرفوع” معناه تنزيه الله عن ‏الكيفيات كلها. وليس هناك رواية صحيحة مسندة فيها “والكيف مجهول”، هذا الكلام لا يصحّ ‏عن الإمام مالك، لا إسناد صحيح له. أئمة السلف كلهم قالوا في ما ثبت مما يشبه آية الاستواء: ‏‏”أَمِرّوها كما جاءت بلا كيف” رواه الترمذي، هم أثبتوها إن صحّ إسناد المرويّ منها في ‏الحديث الشريف، ولكن مع التنزيه المطلق لله عن مشابهة المخلوقات، وكلمة “بلا كيف” ‏معناها نفي الكيفيات كلها، ما عرفنا منها وما لم نعرف.‏

وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه: “المجسّم كافر” نقله السيوطي. والشافعي مجتهد من ‏الأكابر ‏من السلف الصالح، ومعنى كلامه رحمه الله أنّ من وصف الله بالجسمية أو بصفة من ‏صفات ‏الأجسام فهو كافر يجب عليه أن يقول الشهادتين بلسانه ليرجع مسلماً.‏

قال الإمام الطحاوي توفي سنة 321 للهجرة رحمه الله: ومَن وَصفَ اللهَ بصفة من صفات البشر ‏فقد كفر.اهـ، وهذا ‏إجماع السلف كما يقول الطحاوي في مقدمة عقيدته، ومن معناه أنّ من ‏وصف الله بالجلوس ‏على العرش فهو كافر، قاله الإمام الشافعي رضي الله عنه.‏

وقال الطحاوي كذلك وهو من السلف الصالح رضي الله عنهم: “تعالى – يعني الله – عن الحدود ‏والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهاتُ الستُّ كسائر المبتدَعات” أي ‏المخلوقات، هذا معناه تنزيه الله عن الجهة والمكان والحدّ، فالمحدود ما له حجمٌ كبيراً كان أو ‏صغيراً.‏

علماء أهل السنة والجماعة أخذوا هذه العبارات من قول الله تعالى: “ليس كمثله شىء”، معناه ‏لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شىء سبحانه، وهو تعالى خالق كلّ شىء.‏

وقال الإمام الشافعي كذلك وهو ردٌّ على المبتدعة أتباع ابن تيمية المجسّم الذين يحرّمون المولد ‏‏الشريف يدّعون أنه بدعة ما نصّه: “المُحدَثات من الأمور ضربان: أحدُهما ما أُحدِث مما ‏‏يخالفُ كتابًا أو سنّة أو أثرًا أو إجماعًا، فهذه البدعة الضلالة، والثانية ما أُحدِث من الخير لا ‏‏خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه مُحدثة غيرُ مذمومة”، وقال كذلك: “البدعة بدعتان: محمودة ‏‏ومذمومة، فما وافق السُّنة فهو محمود وما خالفها فهو مذموم” رواهما الحافظ البيهقي وغيره. ‏

وأما حديث: “وكلّ بدعة ضلالة” فهذا معناه أغلبها قاله النووي في شرحه على مسلم. وقال ‏‏العزّ بن عبد السلام (توفي 660 هـ.) الشيخ المجمع على إمامته وجلالته كما يقول الحافظ ‏‏النووي (676 هـ.)، بتقسيم البدعة إلى أقسام كما ذكر النووي في تهذيب الأسماء واللغات ‏‏وأقرّه، وعلى ذلك من لا يُحصى من علماء الإسلام من المذاهب السنية الأربعة رحمنا ورحمهم ‏‏الله، آمين