بيان أن جهنّم لا تفنى والردّ على بعض المبتدعة في زعمهم خلاف ذلك

Arabic Text By Feb 01, 2017


بيان أن جهنّم لا تفنى والردّ على بعض المبتدعة في زعمهم خلاف ذلك

اتفق أهل الاسلام على أن أهل الجنة خالدون فيها إلى ما لا نهاية ولا يدخل الجنة إلا مؤمن، ‏واتفقوا كذلك على أن أهل النار الذين هم الكفار خالدون فيها أبداً إلى ما لا نهاية، وهذا مأخوذ ‏من صريح القرآن والسنة الثابتة وإجماع الفقهاء، ومن قال بخلاف ذلك فهو مكذّب لله ولرسوله ‏صلى الله عليه وسلم، فاستمرار عذاب الكفار بلا انقطاع إلى ما لا نهاية له دليله من آيات كتاب الله تعالى كقوله ‏سبحانه: {إنَّ الله لَعَن الكافرينَ وأعدَّ لهم سعيرًا* خالدينَ فيها أبدًا لا يَجِدونَ وليًّا ولا نصيرًا} ‏‏[سورة الأحزاب/64-65]، وقوله تعالى: {وعدَ اللهُ المنافقينَ والمنافقات والكفارَ نارَ جهنّم ‏خالدينَ فيها هيَ حسبُهُم ولعنهم اللهُ ولهم عذابٌ مُقيمٌ} [سورة التوبة/68]، وقوله تعالى: {وما ‏هُم بِخارجينَ منَ النارِ} [سورة البقرة/167]، وقوله تعالى: {إنَّ الذين كفروا وظَلموا لم يكن ‏اللهُ ليغفرَ لهم ولا ليَهديهُم طريقًا* إلا طريقَ جهنم خالدينَ فيها أبدًا وكان ذلكَ على الله يسيرًا} ‏‏[سورة النساء/168-169]، وقد ذكر الحافظ تقي الدين السبكي في رسالته “الاعتبار ببقاء ‏الجنة والنار” التي ردّ فيها على ابن تيمية المجسّم الضالّ آيات كثيرة غير ذلك، ويكفي في ردّ ‏قول من قال بفناء جهنم قوله تعالى: {كلّما خَبَت زِدناهُم سعيرًا} [سورة الإسراء/97].‏

ويؤيد ما ذكرنا الحديث الصحيح الثابت الذي رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ‏‏”يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلودٌ لا موتَ، ولأهل النار: يا أهل النار خلود لا موت”، وفي ‏حديث آخر رواه الشيخان أنه إذا صار أهلُ الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار يُنادي منادٍ: يا ‏أهل الجنة لا موتَ، يا أهل النار لا موتَ، فيزدادُ أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار ‏جزنًا إلى حزنهم.‏

قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ما نصه: “قال القرطبي: وفي هذه الأحاديث التصريح ‏بأن خلود أهل النار فيها لا إلى غاية أمد، وإقامتهم فيها على الدوام بلا موت، ولا حياة نافعة ‏ولا راحة، كما قال تعالى: {لا يُقضى عليهم فَيَموتوا ولا يُخَفَّفُ عنهم من عذابها} [سورة ‏فاطر/36]، وقال تعالى: {كُلّما أرادوا أن يخرجوا منها أُعيدوا فيها} [سورة السجدة/20]، فمن ‏زعم أنهم يخرجون منها وأنها تبقى خالية أو أنها تفنى وتزول فهو خارج عن مقتضى ما جاء ‏به الرسول وأجمع عليه أهل السنة”. وفي ذلك بيان واضح لمخالفة من قال بفنائها صريح ‏القرآن وتكذيبه الشريعة الشريفة والعياذ بالله تعالى