0 Comments 8:47 pm


الردّ على الجهمية وأتباع ابن تيمية في قولهم بفناء جهنم والعياذ بالله تعالى (الردّ رقم ‏‏40)،

إن الأصل الذي دلّ عليه القرآن والحديث والإجماع أن المؤمن ‏يخلُد في الجنة إلى ما ‏لا نهاية له لقوله تعالى فيهم: “خالدين فيها أبداً”‏ (النساء، 57)، والكافر كذلك يخلُد في ‏نار جهنم إلى ‏ما لا نهاية له بلا شك لقول الله تعالى في الكفار “خالدين فيها أبداً”‏ ‏‏(النساء، 169).‏

وأما قول الله تعالى في أهل النار: “خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَت ‏السَّمَوَاتُ وَالأَرضُ إلا مَا ‏شَاءَ رَبُّكَ” (هود، 107)، فليس المراد ‏من ذلك انقطاع العذاب عن الكفار في جهنم ‏لقيام الدليل القرآني ‏على خلاف ذلك، بل المعنى في ذلك غير ما شاء ربك من ‏الزيادة ‏على مدّة السموات والأرض. وللطبري قال إنّ العرب إذا استثنت شيئًا ‏كثيرًا مع مثله ‏ومع ما هو أكثر منه كان معنى “إلا”‏‎ ‎ومعنى‎ ‎‏”الواو” (أي “و” العاطفة)‏‎ ‎سواء، ‏والمعنى هنا سوى ما شاء الله من زيادة الخلود (أي إلى ما لا نهاية له أبداً)، فكأنه ‏قال: ‏خالدين فيها ما دامت السموات والأرض سوى ما زادهم ‏من الخلود والأبد.‏اهـ.‏

ثم لو كانت كلمة إلا هنا بمعنى الاستثناء المطلق وانقطاع العذاب ‏عن الكفار في جهنم ‏كما تقول الجهمية المبتدعة في النار وكذلك قالوا في الجنة وهو كفر، وتبعهم ابن ‏تيمية في جهنم خصوصاً وهو كفر كذلك لتكذيبه القرآن، لكان بقاؤهم في جهنم أقلّ من ‏مدة ‏السموات والأرض، وهذا ينافي خالدين فيها أبداً كما جاء في ‏كتاب الله. والله تعالى ‏لم يقل في بقائنا على الأرض خالدين فيها ‏أبداً، فكيف يكون البقاء في جهنم خالدين ‏فيها أبداً أقلّ من مدة ‏بقاء السموات والأرض؟؟ هذا لا يصحّ.‏

فتبيّن أن كلمة إلا هنا جاءت بمعنى سوى كما يقال في الكلام: ‏ما معي رجل إلا زيد، ‏ولي عليك ألفا درهم إلا الألف التي لي ‏عليك من قبل، فالمعنى أن الكفار يمكثون في ‏جهنم مدة ‏دوام السموات والأرض سوى ما شاء ربك من الزيادة على ‏ذلك والخلود ‏فيها إلى ما لا نهاية، نعوذ بالله من ذلك.‏

Related Posts