0 Comments 2:11 pm

 

الحمدلله وبعد،

فالعاقل الذكي من اتعظ واستفاد واعتبر، ففي كتاب الله تعالى الأمر بالتعاون ‏على البرّ والتقوى، وهذا ما كان عليه شيخنا الفقيه المحدث عبد الله الهرري رحمه الله من بذل النصيحة بنشر ‏التوحيد والأمر بمحاسن الاخلاق، فقد قال رحمه الله تعالى ناصحاً ومرشداً: ‏تعاونوا على الخير وتعاونوا على البر، من يتعاونون على البر في الدنيا ‏ويتحابّون في الله تعالى يظلّهم الله تعالى يوم القيامة في ظلّ العرش ذلك اليوم. ‏ذلك اليوم لا يوجد مكان يستظل الإنسان تحته، لا جدار ولا شجرة ولا صخرة، ‏لا يوجد ظلّ إلا ظلّ العرش، من أراد الله له النجاة يجعله هناك‎.‎‏ ‏

الذي يكثر ذكر الموت المال الذي بيده إن كان قليلاً يجعله كثيرًا وإن كان كثيرًا ‏يجعله قليلاً، كثرة ذكر الموت يبعثه على الزهد.‏

ومن وصايا شيخنا رحمه الله: أُوصِيكُم بالتّحَابِّ والتَّوادِّ والتّنَاصُحِ والتّواصُلِ ‏والتّزاوُرِ والتّبَاذُلِ ولَو بشَىءٍ قَلِيلٍ، يَبذُلُ هَذا لأخِيهِ سِوَاكًا أو شَيئًا سَهلا ثم ‏الآخَرُ يَبذُلُ ما تَيسّرَ لَهُ. إنّ التّباذُلَ يُقَوِّي المحبَّةَ، والتّزاوُرُ مهِمٌّ جِدًّا لا يَمضِي ‏على أحدِكُم مُدّةٌ واسِعةٌ لم يرَ فيها أخَاهُ ولا سألَ عنه، وإنِ استَطاعَ أنْ يَزُورَه ‏زَارَه وإن لم يَستطِع يُرسِلُ سَلامًا لهُ أو يُكالِمُه بواسِطةِ التّلفُون، إن عَمِلتُم بهذا ‏فأَنتُم كَثِيرٌ وإنْ لم تَفعَلُوا فأَنتُم قلِيلٌ، إنْ فَعَلتُم فأَنتُم أَقوياءُ وإلا فأَنتُم ضُعفَاءُ، ‏والذي يُسهّلُ هذا التّواضُعُ والتّواضُع يَدعُو إلى التَّطَاوُعِ.‏

نوصيكم بالتطاوع فإنّ القليل من التطاوع كثير، والكثيرُ مع عدم التطاوع قليل، ‏ونوصيكم بالتحابّ في الله والتزاور فيه فإنّ للمتحابين في الله درجةً عظيمة. ‏ثبت في الحديث القدسيّ :”وجبتْ محبّتي للمتحابين فيّ والمُتزاورينَ فيّ ‏والمُتجالسينَ فيّ”.‏‎

وفي إرشاده كيف تكون النصيحة قال رحمه الله: ولينصح بعضكم بعضًا ‏بالرّفق والحكمةِ وليتفقد بعضكم بعضًا ولا سيّما إذا طالت غيبة أخيك أو نزلت ‏به مصيبة أو اشتدّ به مرض. ونوصيكم بالحلم والعفو، وأن يعامل أحدُكم أخاه ‏بما يُحبّ أن يعامله به أخوه من الصفحِ والعفو ومقابلة الإساءةِ بالإحسان. وهذا ‏شرط الإيمان الكامل الذي يكون به الإنسان من الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم ‏يحزنون.‏

النَّاسُ الَّذِيْنَ فِي الدُّنْيَا يَتَحَابُّونَ لِوَجْهِ اللهِ لَيْسَ لِلمَالِ وَلا لِلهَوَى وَلا لِلقَرَابَةِ بَلْ ‏حُبًّا فِي اللهِ، اللهُ تَعَالَى يُسَلِّمُهُمْ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ يَوْمَ القِيَامَةِ. يوم القيامة الشمس ‏تدنو من رءوس العباد قدر ميل واحد أي ألفي ذراع هؤلاء الذين تحابّوا فى ‏الله، الله يحفظهم من حرّ الشمس فى ذلك اليوم.‏‎

والَّذِيْنَ يَتَعَاوَنُوْنَ فِي الدُّنْيَا عَلَى المَعْصِيَةِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ يَوْمَ القِيَامَةِ، مَهْمَا ‏كَانَتْ صَدَاقَتُهُمْ فِي الدُّنْيَا قَوِيَّة يَكُوْنُوْنَ أَعْدَاءً، هَذَا عَدُوٌّ لِهَذَا وَهَذَا عَدُوٌّ لِهَذَا قال ‏الله تعالى: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلا المتقين‎ .‎

ومن وصاياه رحمه الله:‏

وصحّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إيَّاكُم والظنّ فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث ولا ‏تحَسَّسوا ولا تجَسَّسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ‏وكونوا عبادَ الله إخوانًا”. والتحسس هو التفتيش عن عيوب الناس بالعين.‏‎

وورد مرفوعًا: “تصافحوا يَذهَب الغِلُّ، وتَهادوا تحَابُّوا وتذهب الشَّحناءُ”. وفقنا ‏الله وإياكم وحفظنا‎.‎‏ آمين آمين

وفق الله ناشرها ومن دعا لناشرها بخير، ءامين