اﻷصل في الدين علم العقيدة…

Arabic Text By Jul 11, 2015

من الشيخ عبدالرزاق الشريف حفظنا الله وإياه ورزقه ورزق من ينشرها مقام الإحسان، ءامين

اﻷصل في الدين علم العقيدة…

قال شيخنا رحمه الله: ليسَ الأصلُ في دِينِ اللهِ الطّريقَة ثم إنّ الإنسانَ إذا كانَ مُجتَهدًا، تَعلَّم العِلمَ الضّرُوريّ من الدّين، الذي يتَعلّق بالاعتقاد بمعرفةِ الله، والعِلم الذي يتَعلّق بالواجِبات القَلبِية والواجِبات البَدنيّة وأدّى ذلكَ كمَا أمَرَ اللهُ هذا يَصِيرُ وَليّا إن أكثَر مِن نَوع النّوافل كقضاءِ حاجَاتِ الناس لوجه الله، بعضُ النّاس لهم ولَهٌ بقَضاءِ حَاجاتِ النّاس لوَجهِ اللهِ ليسَ لكي يَكسِبُوا سُمعَةً عندَ النّاس أي أن يُقالَ لهُ فُلانٌ فَاعلُ خَير، إنّما قَصدُه امتِثالُ أَمرِ الله لأنّ اللهَ أَمَر بالمعروف، هذا الإنسانُ يَصِيرُ وَليّا ليسَ هناكَ ما يَمنَعُه لأنّه أَدّى الفرائض، أدّى الواجِباتِ واجتَنَبَ المحَرّمَاتِ ، وأَكثَر مِن نَوع مِن النّوافل كقراءةِ القُرءان، أكثَر مِن قِراءَة القرءان، هذا يَصِيرُ وَليّا مِن غَيرِ أن يَأخُذَ الطّريقةَ وكثيرٌ ممن يَأخُذونَ الطّريقةَ أَغلَبُهم لا يَصِلُونَ إلى الولاية لأنّهم ما تَزكّت نفُوسُهم، ما وصَلَت إلى الحالَةِ التي يَكُونُونَ مِنَ المستَقِيمِينَ بطَاعةِ الله، مَا وصَلُوا إلى أَداءِ الواجِبَات كما يجبُ واجتِنابِ المحَرّمَات كما يجبُ بل يَأكلُونَ المالَ الحرَامَ، أنَا أَعرف إنسانًا أَخَذَ الطّريقةَ النّقشَبنديّة منذُ أربعَ عَشْرَة عامًا وهوَ بَعدُ “يتَعامَل بالرّبا” في بنُوك الرّبا، هذا لا يَصِيرُ وَليّا لمجَرّد أنّه أخَذ العَهدَ على شَيخٍ للطّريقةِ النّقشَبَنديّة، حرَامٌ عليهِ الولايةُ حتى يتُوبَ لأنّ أوّلَ شَرطٍ، أَوّلَ قدَم يَضَعُه الإنسانُ لتَطبِيقِ الوصُولِ إلى الوِلايَةِ التّوبَةُ أي التّخَلّي عن الذّنُوب كُلّها، هذا مُتَلبِّسٌ بكَبائر الذُّنُوب وقَد أخَذَ العَهدَ للطّريقَة النّقشَبنديّة منذُ أربعَ عَشْرَة سنة، هذا حرَامٌ عليهِ أن يَصِيرَ وليّا (هنا العِبرة)  العِبرَةُ بأَداءِ الواجِباتِ واجتِنابِ المحَرّمَاتِ ليسَت العِبرَةُ بالانتِسَاب إلى طَريقَةِ شَيخ مِن المشَايخ أنَا أعرِف امرأةً في طَرابلُس مُسِنّةً أخَذَت الطّريقةَ النّقشبَنديّة وتُدِيرُ خَتمًا للنّساء يَجتَمِعُ علَيها نَحوُ سَبع وعِشرينَ امرأةً لإدارة الختْم النّقشَبنديّ، العياذُ بالله هي في “غَمرة” الكُفر،ٍ قالت جِبريل يَزُورني وقالت عن الله إنّه أَجلَسَني في حِضنه وأَطْعَمَني كاتُو وقالت بعدَ هذه الكلمة كلمةً يَستَحي  اللّسان مِن ذِكرها، انظُروا هذه أَخذَت الطّريقةَ النّقشَبَنديّة وتعَيّنَت مُديرةً للخَتْم النّقشَبَنديّ لكنّها جَاهلة بعِلم الدّين، ما تعَلّمَت العِلم الضّروريّ، فَرضٌ عَظِيمٌ مِنَ الفُروض تعَلُّم العِلم الضّروريّ الذي يَعرف بهِ الإنسانُ ما هوَ الذي فرَضَه الله على العبادِ مِنَ الاعتقاد ومِنَ الأعمال البَدنيّة وما يحِلّ مِنَ المال وما يَحرُم مِنَ المال وما يَحِلُّ مِن الكلام وما يَحرُم مِنَ الكلام وما يحِلُّ منَ النّظَر وما يَحرُم مِنَ النّظَر وما يحِلُّ منَ المشْي وما يَحرُم مِنَ المشْي وما يحِلّ أَكلُه ومَا يَحرُم أَكلُه وما يَحِلُّ شُربُه وما يَحرُم شُربُه، ما تعَلّمَت هذا، كانَت في غَمرَةِ الجَهْل، ما كانت كبِيرةَ السّنّ وانتَسَبت للطّريقة النّقشَبنديّة، أخَذَت العَهدَ على شَيخ من مشَايخ النّقشبَنديّة واقتصَرت على هذا ثم ما قالَت أنا يَنقُصني العِلم الضّروريّ فلْأتعَلّمْ فَورًا بل ركَنَت إلى جَهلِها واستَمرّت على ذلك فتَلاعَب بها الشّيطان وأوقَعَها في الكفريّاتِ والعياذُ بالله، امرأةٌ أُخرَى في طَرابلُس قالت لي إنّه يَأتِيني الشّيطان وهو لابس الطّربوش يَأخذُني إلى شجَراتِ الزّيتُون ويقولُ ليْ أنَا رَبُّك فقلتُ لهُ تَأمُر فصَرختُ علَيها قلتُ لها هذا مَخلوقٌ مِثلُك كيفَ تَقُولينَ لهُ تَأمر، وهذه أيضا دخَلَت في النّقشبَنديّة، انظُروا إلى نَتِيجَةِ الجَهْل، الجاهلُ بعِلم الدّين لا يَكُونُ وَليّا، حَرامٌ علَيه أن يكونَ وَليّا لو أَخَذَ العَهدَ على قُطبِ زمَانِه، على رئيسِ الأولياء في عَصره حَرامٌ عَليه أن يكونَ وَليّا أو أن يَصِيرَ قَريبا منَ الله تعالى، حرامٌ عليه لأنّه تَركَ الطّريق الذي يُقَرّب إلى اللهِ ورَكَن إلى ما يُبعِدُه مِنَ الله، ركَن ثَبَت واستَمرَّ على ما يُبعِدُه مِنَ الله بدَلَ أن يَمشِي قُدُمًا إلى ما يُقَرّبُه إلى الله لأنّ الذي يتَعلّم عِلمَ الدّين الضّروريَّ وعَمِلَ بهِ شَيئًا فشَيئًا إن لم يَعمَلْ بهِ دَفعَةً واحِدَةً أي إن لم يُطَبّقْ ذلكَ على نَفسِه دَفعَةً واحِدَةً، بل صارَ يَعمَلُ بهِ يَومًا فيَومًا حتى طَبّقَ ذلكَ كُلَّه هذا وَصَل،أمّا ذاكَ الذي ركَنَ إلى جَهلِه واكتَفَى بأنْ قالَ أنَا حَجَجْتُ حَجّاتٍ أو أَخَذْتُ الطّريقَةَ مِن الشّيخ الفُلاني،الطّريقةَ القَادريّةَ أو النّقشبنَديّةَ أو الرّفاعيّةَ فهَذا خَاسرٌ مِنَ الخَاسِرينَ مَغرُورٌ يتَلاعَبُ بهِ الشّيطان، هذا حَرامٌ مُستَحِيلٌ أن يَصِيرَ وَليّا ما دامَ على هذه الحَال، لا يَغُرّنّكُم قولُ كَثِيرٍ مِنَ النّاس نَأخُذ الطّريقةَ، الطّريقةُ هيَ تعَلمُّ العِلم الضّروريّ وأداء مَا أوجَب الله على عِبادِه واجتِنَابُ ما حَرّم اللهُ على عبادِه، هذه هيَ الطّريقةُ الموصِلَةُ إلى الله، وهذه طَريقَةُ الولاية، كثيرٌ منَ الأخفياءِ الذينَ ما انتَسَبوا إلى طَريقةٍ مِنَ الطُّرُق صَاروا أولياءَ الله لأنّهم تَعلّمُوا الضّرورياتِ مِن أهلِ المعرفة، مِن إنسَانٍ يَعلَمُ العِلمَ الضّروريَّ تعَلَّمَه ممن قَبلَه وهكذا بالتّسَلسُل إلى الصّحابةِ والصّحابَةُ عن رسولِ الله، تَعلُّم العِلم الضّروريّ مِن إنسانٍ عَارفٍ بهِ ثِقَةٍ ثم جَدَّ في العَمل وليسَ مَعرُوفًا عندَ النّاس بالعِلم ولا بالمشْيَخَة ولا بالطّريقةِ لكنّه مَعمُورُ القَلب صَاف مُلتَزمٌ بالتّوبة سَالكٌ إلى اللهِ تَبارك وتعالى.

في الحبشَة مُنذ سَبع سنَوات تُوفي رَجُلٌ مِنَ الأخفِياء، لا يُعرَف بالمشيَخة إنّما كان حَسَن المعامَلة للنّاس يؤدّي فرائضَ الله ويَعمَلُ مَولِدًا في شَهرِ رَبيع الأوّل حُبّا برسولِ الله مِن مَالٍ حَلال اكتَسبَه بطَريقٍ حَلالٍ ويُطعِمُ النّاسَ الطّعامَ الفَاخِرَ، هذا الرّجلُ لما ماتَ خَرجَ النّاسُ لتَشيِيعِه فدَفنُوه وبَعدَ إتْمام الدّفْن عندَ الانصرافِ سَمِعُوا صَوتًا هَائلا فظَنُّوا أنّ هذا الصّوتَ مِن غَارةٍ جَوّيّة لأنّه كانَ ولا يَزالُ إلى الآن ثَورة إسلامية ضِدّ الحكُومَة الشُّيوعيّة القَائمَة في بلادنا، ظَنُّوا أنّ هذه صَوتَ غَارةٍ جَوّية ثم عَلِمُوا أنّ هذا الصّوتَ مِن هنا (مِن القَبر) ليسَ مِن غَارة فانشَقّت الأرض مما يلِي القَبر بمترَين فخَرج هذا الوليّ، خَرَج وهو بكفَنِه طَارَ في الجوّ ما عُرِف مَصِيرُه بعدَ ذلك، هذا ما كانَ مَعرُوفًا بالمشيخَة ولا كانَ أحَدٌ يقُولُ عنه هذا صاحِب الطّريقة القَادرية أو الطّريقة الفلانية، كانَ تقيّا فيما بينَه وبينَ ربّه، تَعلّمَ العلمَ الضّروريَّ لكنّه ما وَصَل إلى حَدّ أن يُقالَ لهُ عَالم لأنّه ليسَ شَرطًا للولاية أن يكونَ الرّجلُ عالما، إنّما الشّرطُ أن يكونَ تعلّم العلمَ الضّروريّ أي ما يُصَحّح به الاعتقادَ والعَمل ويَعرف بهِ الحَلال والحرام تَلَقّيا مِن أهلِ المعرفة، ليسَ مِن مُطَالعَة الكتُب، الذي يُريد أن يَصيرَ عَالما بِعِلم الدّين بمطَالعة الكتب مِن غَيرِ تَلقّ مِن أهلِ المعرفة فهوَ تائهٌ ضَائع. وسبحان الله والحمدُ لله ربّ العالمين.