سؤالات والاجابات للشيخ الفقيه عبدالله الهرري رحمه الله ما هيَ كراماتِ الأولياء

Arabic Text By Jul 04, 2014

سؤالات والاجابات للشيخ الفقيه عبدالله الهرري رحمه الله،

*189-س: *ما هيَ كراماتِ الأولياء.

*ج:* كَراماتُ الأولياء أنواعٌ كثِيرة، مِثلُ قَطع المسَافَة البَعِيدَة

بلَحْظة، بلَمحَة البصر، يَضعُ خَطْوَةً هنا والخَطوَة الثّانيَة بالهِند أو

بالمغرب، مثلُ هذَا حصَل مِن كثيرٍ مِنَ الأولياء، ما سمعتُم أنّ الشيخَ أحمدَ

البَدَوي جَلَب الأسِير المسلم الذي بأَوروبا، بكَت عليه أُمُّه فأحضرَه لها، مَدّ يدَه فأحضرَ لها بقُدرة الله تَعالى، كذلكَ رجلٌ كانَ

يُسَمّى في أيام سليمانَ، آصِفُ بنُ بَرْخَيَا، كانَ في أيام سلَيمان، كانَ

وليًّا من الأولياء، مِنَ الصّالحين، لما سُلَيمان قال لمن مَعه أيّكُم

يَأتيني بعَرشِها أي عَرشِ بِلقِيس بقليس هذه كانَ لها تَخْت ثمانين ذراعا مِن الذّهَب وعَرضه أربعين ذراعا

مِن ذهَب مُرَصّع بالجواهر، هيَ حضَرت لأنّ سليمانَ عليه السَّلام كانَ ذا

مُلك عظيم، حضَرت وحاشِيةٌ مِن حاشِيَتها مِن أهلِ بلَدِها، مِن أهل البلد

الذي تَحكُمه وكانَت هيَ مَلِكة اليَمن في زمانها، بعدَ أن حضَرت، حتّى يأخذها الإعجابُ بسيدنا سلَيمان لتَدخُلَ في الإسلام، كانت تَعبُد الشّمسَ هيَ كانت كافرةً مُشركةً، حتى تَدخلَ في الإسلام باقتِناع كامل قال (سليمان) لهم أيّكُم يَأتِيني بعَرشِها فقال عِفريتٌ مِن الشّياطِين وكانَ مسَخَّرًا لسليمانَ، سليمانُ كان يَقهَرُ الشّياطينَ قَهرًا، إذا أمرَهُم بشَيءٍ إذا لم يُنَفّذوا الله تَعالى

يُهلِكُهم، يُنْـزل بهم عذابًا، قال أنا آتيْكَ به قَبلَ أن تَقُومَ مِن مَقامِكَ أي قَبلَ أن تُغادِرَ هذَا المجلِس الذي أنتَ فيه أنا أُحضِرُ ذلكَ العَرش، وكانَ قَويَّ الخِلقَةِ هذَا العِفريت، فقال وزِيرُه آصف الذي هو مِن البشَر مِن أولياءِ الله قال أنا آتِيْك به قَبلَ أن يَرتَدَّ إليْكَ طَرْفُكَ، أي بمعنى أنك قبل أن تمدَّ نظركَ إلى نهاية المدى ثم ترُدَّهُ قبل

هذَا المقدار من الزّمن أنا أحضِرُه، فأحضَرَهُ بقُدْرَةِ الله. فوجده حاضرًا،

ثم قال لبِلقيس هكذا عرشُكِ قالت كأنَّه هو فأسلمت، تخلّت عن مُلْكِها فأسلمت، أمّا أنه تزوّجَها بعد ذلك أو لم يتزوّجها هذَا شيء غير معلوم، يجوز أن يكون تزوجها ويجوز أنه لم يتزوجها لكنها أسلمت، هذَا من كرامات الأولياء.

*190-س:*مَن همُ الأولياء

*ج: *الأولياءُ هُم أتباعُ الأنبياء الذينَ اتّبَعُوهم بصِدق اتّباعًا كاملا

مِثل أبي بَكر وعمر وعثمان وعليّ هؤلاء الأولياء وبعدَ ذلكَ الشّيخ عبد القادر الجيلاني وأحمد الرّفاعي هذَا الذي قبّلَ يدَ الرَّسول وأحمدُ البَدويّ الذي بطَنطَا في مصر.

*191-س: *في أيّامِنا ألا يوجد أولياء.

*ج:* بلَى يُوجَد.

*192-س:* ألا ينبَغي أن يتكَلّمَ الوليّ عن كرامَاته.

*ج:* الوليُّ يَكتُم كراماتِه، إلا لسَببٍ شَرعي، الوليُّ يَخاف على نَفسه منَ

الغُرور إذا ظهَر وعُرِف بَينَ النَّاس أنّه عَمِل منَ العَجائب كذا وكذا،

يَخشَى على نَفسِه أن يَأخُذَه الغُرور لذلكَ الوليّ يُخفِي، وبعضُ النَّاس

يُظهِرُونَها لأجلِ أن يُتَوّبُوا مُلحِدًا أو لأجلِ أن يُتوّبوا مسلِمًا فاسقًا لِيَرُدُّوه عن غَيِّه.

مِن جملَة كراماتِ الأولياء أمرٌ حصَل في بلادِنا أنّه كانَ شيخٌ تقِيٌّ وليٌّ

صَالحٌ اسمُه محمَّد إدريس كانَ تقيًّا مِن أولياء الله الكِبار هذَا لمّا

توفِّيَ حَزِنَ تِلميذٌ له كانَ يَدرس عليه في كتاب وهذا التّلميذ مِن

الأولياء مِن أهل بلَدنا، حزن لأنّه فاتَه خَتمُ هذَا الكتاب على أُستاذِه

فجاءه الشّيخُ في المنام فقال لهُ خُذ الكتابَ معَك وائت إلى قَبري ثم اقرأ علَيّ كما كنتَ تَقرأ، أنا أُقرئُكَ، احضُرْ وبَيدِك الكتاب إلى قَبري، فصَدّق الرؤيا، بعدَما استَيقظ حمَل الكتابَ مَعه وذهَب إلى القبر ففَتح الكتابَ وبدَأ يَقرأ فصارَ يَسمَعُ كلامَ الشّيخ مِن داخِل القَبر، يَشرَح لهُ الكتاب، يَشرَحُ لهُ الدَّرْس وهكذا حتى ختَم دِراسَة هذَا الكتاب، مِن داخِل القَبر يَسمَعُ صَوتَه كما كانَ يَسمَعُ قَبلَ أن يموت، هذه مِن

جُملَةِ كَراماتِ الأولياء.

*193-س: *كيفَ عُرفَت هذه القصّة.

*ج:* أنا رأيتُ الشّيخ الذي رأى مَن رآه، لكن كُلّ أهل البلَد يَعرفون قِصّتَه

حتى إنّ النّساءَ يَضربنَ بهِ المثَل، الأمُّ تقولُ لولَدِها إن شاءَ الله

تكون مثلَ محمّد إدريس، يَضربون به المثَل.

*194-س:* عن كرامة الولي الذي جمد جَيش الكفّار بكرامةٍ لهُ فصَاروا كالحجارة.

*ج:* هذا قبلَ هذا بزَمانٍ طَويل، وهؤلاء إلى الآن صُوَرُهم، أشبَاحُهم

الممسُوخَة كما هي. وهذا في ناحيةٍ منَ الصّومال.

كانَ وليٌّ مِن أولياء اللهِ، كبِير، ذاتَ يَوم هجَم عليه المشركونَ

وبأَيدِيهم سِلاحُهم وهم راكبُون الخيُولَ فمَسَخَهمُ اللهُ حِجارةً، إلى

الآنَ الخيُولُ الممسُوخَةُ كمَا هيَ والرّجالُ المشركونَ الكفّار على ظُهور

الخيُولِ وهم ماسِكُونَ السّلاحَ كمَا هم. كرامةً لهذا الوليّ اللهُ تَعالى

مسَخَهم حِجارةً.

*195-س: *كيف يكونُ قبرُ الأولياء.

*ج:* الوليُّ اللهُ تَعالى يَزيدُه، يَجعَلُ لهُ في قَبره نَعِيمًا زائدًا على

غَيره، يملأه منَ النّور ويُوَسّعُ لهُ سبعينَ ذِراعًا في سبعِين ذراعًا

وبَعضُهم أكثرَ مِن ذلك، أوسَع مِن ذلكَ مَسَافة، ويملأه من رائحةِ الجنّة، لا

يَشكُو هَامّةً مِنَ الهوامّ، لا يُسَلّطُ الله عليهِ لا نَملا ولا حَيّاتٍ

ولا غَيرَ ذلكَ مِن المؤذيات، ثم قِسمٌ منهم تَظَلُّ أجسَادُهم صحِيحَةً

مَحفُوظَةً لا يأكُلُها التّرابُ، وقِسمٌ منهم يأكلُها التّراب ثم بَعدَ أن

يأكلَها التّراب الرّوحُ تَصعَدُ إلى الجنَّة، تَصيرُ طَائرًا تأكلُ مِن أشجار

الجنَّة إلى يوم القيامة، هذَا شأنُ الأولياء، شأنُ الأتقياء المؤمنينَ الذينَ

يؤدُّونَ فَرائضَ اللهِ ويَجتَنِبُونَ مَحارِمَ الله.

*196-س:*هل يحصل من كرامات الأولياء إحياء ميت

*ج:* حَصلَ إحياءُ الميّت في زمَن الرَّسول، امرأةٌ كانت أسلَمَت وآمنَت ثم

تَركَت بلادَها لأنّ أهلَ بلَدِها كانوا مُشركِينَ في ذلكَ الوقت، حتّى لا

يَفتِنَها المشركون عن دِينِها، حتى لا يَفتِنُوها عن دِين الإسلام تركَت

بلدَها وأهلَها، جاءت مع ابنٍ لها شابّ إلى المدينة المنوَّرة، فبَينا هي في

المدينة مرِضَ ابنُها الشّاب هذَا فماتَ وكانت هي غائبَة، غابَت لبَعض

حاجَاتها فالنّاسُ غسّلُوه وكَفّنُوه وتَركُوه حتّى تأتيَ أمُّه، قالوا لا

نَدْفِنُه حتّى تَحضُر أمُّه، نَنتَظر حضورَ أُمّه، فجاءت فقيلَ لها ابنُكِ

تُوفّي، قَد غَسّلناه وكفّنّاه بانتِظار مَجيئك فدَعَتِ اللهَ تَعالى

وتضَرَّعَت إلى الله، قالت اللّهم إنّي هَاجَرْتُ مَحَبَّةً فِيْكَ وفي

رَسُولِكَ فلا تُحَمِّلْني هَذه المُصِيْبَةَ ولا تُشْمِتْ بِيَ الأعْداء، فما

هوَ إلا أن تَحرَّكَ ابنُها مِن تحتِ الكفَن ثمّ قام وعاشَ بعدَ ذلكَ سنِين،

هذه امرأةٌ ولِيّة منَ المدينةِ مِنَ النّساء اللاّتي كُنّ في زمَن الرَّسول،

اجتَمعن بالرَّسول فاكتَسَبْن منهُ برَكةً ودَرجَاتٍ عَاليَة، هذَا أيضًا

يُعَدُّ مِن كراماتِ الأولياء.

*197-س:*من هو سفينة الذي خدم رسول الله

*ج: *سفينةُ مَولَى رسولِ الله هذَا الرَّسولُ أعتَقَه، هذَا كانَ عَبدًا

مملوكًا، يُسَمَّى سَفِينَة لأنّه كانَ لما يكونُ جَيش الرَّسول في السّفَر هو

يَحْمِلُ أغراضًا كثِيرةً للجَيش، لأغراضِ الجيش يَحمِل الشّيءَ الكثيرَ الكثير فسَمّاه الرَّسولُ سفِينَة