الإسلام حض على الحياء، ولا سيما في أمر النساء

Interesting Articles By Jun 30, 2014

 

قال الله تعالى: “وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ” (الأعراف، 26)، قال الحسن رضي الله عنه: هو الحياء لأنه يبعث على التقوى.

فالإسلام حض على الحياء، ولا سيما في أمر النساء، فالحياء باعث على التقوى، والتقوى خير للمؤمن.

ومن خلاف ما ينبغي أن يكون عليه شأن المرأة من المبالغة في الستر والحياء، ما نراه هذه الأيام من نساء يخرجن متزينات بالزينة الفاقعة والعطر البالغ مع اللباس الضيق بقدر الجسد، وهذه أشياء مستبشعة جداً في زمن كثر فيه الفساق والفجار.

ترى المرأة كذلك مع سترها عورتها وهو شيء لا تنتقد متى فعلته على الوجه الحسن، مع مراعاة ان ما لا يدرك كله لا يترك كله. لا أقول لها إن تعطرت أو تزينت فاكشفي عورتك، ولكن أقول لها يا أختاه، إن سترت عورتك فلم لا تسترينها بما يناسب الوقار والحياء الذي ينبغي أن تكون عليه النساء العفيفات الطاهرات.

نعم لا تمنع المرأة من الخروج من بيت زوجها بإذنه مثلاً، ولكن هذا الخروج لا ينبغي أن يكون للفت أنظار الشبان والرجال وفتن قلوبهم بالزينة والعطر البالغ، فقد ورد النهي عن ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

الرسول قال في ما رواه الإمام الشافعي رضي الله عنه: “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وإذا خرجن فليخرجن تفلات”، قال الربيع يعني لا يتطيّبن.

والحقيقة أنه مما يُخجل الرجل العاقل أن يرى أخته في الإسلام تخرج لابسة الثياب الضيقة مع الزينة البالغة من الألوان اللافتة تقلد النساء الكافرات الفاجرات اللواتي بعضهن مع كشفهن عوراتهن، إلا أنهن لا يبالغن في هذه الزينة والتعطر إلى هذا الحد، وللأسف تكون تلك المحجبة أشد لفتاً لأنظار الفجار من تلك التي لا تستر بعض عورتها.

أو تكون تلك المحجبة منفرة بسلوكها لمن يكره أن تقلد بناته أمثالها، فلا يرسلهن لتلقي علم الدين الواجب لما يرى من الزينة والعطر المبالغ به على تلك المتعلمة، ينفر من تعلم علم الدين وتعليم أولاده لما يرى من سلوك تلك المحجبة التي قد يخجل أحدنا من أن يكلمها في وسط الطريق إن رآها خشية أن يظن الناس به السوء بسببها.

وهذا كله مما يؤسف له جداً، فإن التعطر للخروج للمرأة مكروه (اﻻ للإحرام فإنه سنة)، كما نص عليه البيهقي والترمذي، ولكن قد يكون في بعض الأحوال حراماً وذلك متى ما أرادت فتنة الرجال أو علمت أنها تكون سبباً في معصية غيرها بافتتاته بها أو نفوره من عقيدة الحق وتعلم الاسلام.

فهذا الأمر الشنيع لا يليق بالمرأة الطاهرة العفيفة الطيبة التي تريد بستر عورتها وجه الله تعالى.

وروى الترمذي في جامعه قال: “ما جاء في كراهية خروج النساء في الزينة”، ثم ذكر حديث “المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان”، قال المناوي في فيض القدير: يعني رفع البصر إليها ليغويها أو يغوي بها فيوقع أحدهما أو كليهما في الفتنة، أو المراد شيطان الإنس سماه به على التشبيه بمعنى أن أهل الفسق إذا رأوها بارزة طمحوا بأبصارهم نحوها، والاستشراف فعلهم لكن أسند إلى الشيطان لما أشرب في قلوبهم من الفجور ففعلوا ما فعلوا بإغوائه وتسويله وكونه الباعث عليه ذكره القاضي. وقال الطيبي: والمعنى المتبادر أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس، فإذا خرجت طمع وأطمع لأنها حبائله وأعظم فخوخه، وأصل الاستشراف وضع الكف فوق الحاجب ورفع الرأس للنظر.

هذه نصيحة غالية لمن تريد وجه الله تعالى.