المدينةُ تَنفِي خَبَثَها كَمَا يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد

Arabic Text By Sep 13, 2010

المدينةُ تَنفِي خَبَثَها كَمَا يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“المدينةُ تَنفِي خَبَثَها كَمَا يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد“رواه مسلم.

معناه تَطرُدُ الكافِرَ ولا تَقبَلُه،بعضُهم في حياتِهم يُخرَجُونَ وبَعضُهم بَعدَ مَوتهِم.

عبد العزيز بنُ صالح كان مِن أَخَفّ الوهابِية على أهلِ السُّنّة،ومعَ ذلكَ المدينةُ ما قبِلَتْه.

أبو بكرٍ الجزائريُّ لما جاءَ المدينةَ صارَ يجِدُ الغَائطَ في بيتِه وتحتَ مِخَدَّتِه وعلى فِراشِه وفي مجلِسه،فأَحضَر مشَايخَ الوهّابيةِ ليَقرؤا لهُ فقَرؤا لهُ،فصَارُوا يجِدُونَ الغَائطَ في بُيوتهِم،ثم خَرجَ مِنَ المدينةِ إلى الرِّياض.

قولُه صلى الله عليه وسلم في المدينة إنها تَنفِِي خَبَثَها وشِرارَها كمَا يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحدِيد ،وفي الروايةِ الأُخرى كما تَنفِي النّارُ خَبَثَ الفِضّة”قالَ العُلَماء خَبَث الحدِيد والفِضّة هو وسَخُهُمَا وقَذَرُهما الذي تُخرجُه النارُ منهُما.

وفي الحديث الصحيح الذي ذكره مسلِمٌ :لا تَقُومُ السّاعةُ حتى تَنفي المدينةُ شِرارَها كما ينفي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد”قال النووي في شرح مسلم هذا والله أعلَم في زمَنِ الدّجّال كما جاء في الحديث الصّحيح الذي ذكَرَه مسلم في أواخِر الكِتاب في أحاديثِ الدّجّال أنّهُ يقصِدُ المدِينَةَ فتَرجُفُ المدينةُ ثَلاثَ رَجَفَاتٍ يُخرِجُ الله بها منها كلَّ كافِر ومُنافِق،فيحتَمل أنه مختَصّ بزَمن الدجّال ويحتَمِلُ أنه في أزمَانٍ متَفَرّقةٍ والله أعلم.

قوله صلى الله عليه وسلم “أُمرتُ بقريةٍ تأكلُ القُرى“مَعناهُ أُمِرتُ بالهِجرةِ إليهَا واستِيطَانهَا،وذَكَروا في مَعنى أَكْلِ القُرَى وجْهَين أحَدُهما أنّها مَركَزُ جُيوشِ الإسلام في أوّلِ الأمر، فمِنها فُتِحتِ القُرَى وغُنِمَت أَموالها وسبَايَاهَا،والثاني معناهُ أنّ أكلَها ومِيرتَها تكونُ مِنَ القُرى المفتَتحة وإليها تُسَاقُ غنَائمُها.

قولُه صلى الله عليه وسلم يقولونَ: يَثرِب وهي المدينة“يعني أنّ بعضَ الناسِ منَ المنَافقِينَ وغَيرِهم يُسمُّونهَا يَثرِب وإنّما اسمُها المدينة وطَابة وطَيبة،ففي هذا كراهَةُ تَسمِيتِها يَثرب،وقد جَاء في مسند أحمدَ بنِ حَنبل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهَةِ تَسمِيتها يثرِب.

قالوا وسَببُ كَراهَةِ تَسمِيتِهَا يَثرِب لفظُ التّثريب الذي هو التّوبيخ والملامَةُ،وسُمّيت طَيبة وطَابة لحُسْنِ لفظِهما،وكان صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الاسمَ الحسَن ويَكرَهُ الاسمَ القَبِيح،

وأمّا تَسمِيَتُها في القرءانِ يَثرب فإنّما هوَ حِكايَةٌ عن قَولِ المنَافقِين والذينَ في قُلوبهِم مَرضٌ،قال العلماءُ ولمدينةِ النبي صلى الله عليه وسلم أسماءٌ منها المدينة .قال اللهُ تعالى:مَا كانَ لأَهلِ المدينةِ”.

وطَابَة وطَيبة والدّار،فأمَّا الدّار فلِأَمنِهَا والاستقرارِ بها،وأمّا طَابَة وطَيبة فمِن الطِيب وهوَ الرّائحة الحسَنة ،والطّابُ والطِّيبُ لغَتَانِ،وقيلَ منَ الطَيّب بفتح الطاءِ وتَشديد الياء وهو الطّاهِر لخُلُوصِها منَ الشِّركِ وطهَارتها،وقيلَ منْ طِيبِ العَيشِ بها،وأمّا المدينةُ ففِيها قولانِ لأهلِ العَربية أِحَدُهما وبهِ جَزمَ قُطرُب وابنُ فارِس وغَيرُهما أنّها مُشتَقّة مِن دَانَ إذا أطَاعَ ،والدِّينُ الطّاعةُ،والثّاني أنها مُشتَقّة مِن مدن بالمكانِ إذا أقَامَ بهِ.