بدأ العصر الحديث في العالم الإسلامي بسقوط دولة الخلافة الإسلامية : د. حرسي محمد من هو الشيخ الحبشي

Arabic Text, Wahhabi Falsehood By Aug 27, 2010

الهرري (الشيخ عبد الله الحبشي)           

مجدد منهج أهل السنة في هذا العصر
بقلم الدكتور/ حرسي محمد هيلوله
المحاضر في كلية الدعوة الإدارة الإسلامية
جامعة العلوم الإسلامية بماليزيا
——————————————————————

 بدأ العصر الحديث في العالم الإسلامي بسقوط دولة الخلافة  الإسلامية : د. حرسي محمد  من هو الشيخ الحبشي

بدأ العصر الحديث في العالم الإسلامي بسقوط دولة الخلافة وغزو الاستعمار الأوربي لبلاد الإسلام ونتج من ذلك نشأة الفرق المبتدعة فخرجت الوهابية في الجزيرة العربية وحزب الإخوان في مصر وحزب التحرير في فلسطين ، والقاديانية في الهند ، والبهائية في إيران ، وغيرها في أماكن أخرى من بلدان العالم الإسلامي .
وكانت الوهابية أقدم هذه الفرق نشأة فقام علماء أهل السنة بالردّ عليها لتوها ومن أشهر مؤلفاتهم في هذا الصدد :
1. كتاب ” فتنة الوهابية ” ، للمفتي السيد أحمد بن زيني دحلان . وهو جزء من القسم الثاني من كتاب الفتوحات الإسلامية ، وطبع هذا القسم في تركيا سنة 1975م . ثم طبع مرة ثانية بنفس المطبعة سنة 1982م . وهو عبارة عن رسالة تحدث فيها المؤلف عن تاريخ حركة الوهابية والحروب التي خاضتها وبعض آراء صاحب هذه الدعوة في مسائل التوحيد . يشكل الكتاب واحدا من أهم المصادر التي كتبت في الرد على الوهابية .
2. ومنها ” النقول الشرعية في الرد على الوهابية ” لمصطفي بن أحمد بن حسن الشطي الحنبلي وقد ناقش فيها المؤلف ، قضايا الاجتهاد والشرك وأقسامهما ، وحياة الأنبياء والشهداء في قبورهم ومسائل التوسل وغيرها.
3. ومنها ” المنحة الوهبية في الرد على الوهابية ” ، لداوود بن سليمان البغدادي ، طبع في تركيا ، الطبعة الثالثة سنة 1974م . وبين المؤلف في هذه الرسالة إثبات سماع الموتى وحياتهم بعد الوفاة ، وهل لهم تصرف في بعض الأمور أم لا.
4. ومنها ” الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية “، للشيخ سليمان بن عبد الوهاب النجدي ، وهو أقدم كتاب ألف في الرد على الوهابية ، وقد ألف أثناء حياة محمد بن عبد الوهاب ، ورد هو نفسه في بعض رسائله على بعض ما جاء فيه ، وطبع لأول مرة في العراق سنة 1306هـ/1888م. ومن المسائل المهمة التي ناقشها المؤلف مسألة تكفير المسلم .
5. ومنها ” الفجر الصادق في الرد على منكري التوسل والكرامات والخوارق “، لجميل أفندي صدقي زهاوي 1863هـ/1936م، وهو عراقي عمل موظفا للحكومة العثمانية، والكتاب يقع في”76” صفحة من القطع الصغيرة، ونشر في مصر بمطبعة الواعظ سنة 1323هـ، ثم صدرت له طبعات أخرى ، منها طبعة مكتبة الحقيقة في تركيا سنة 1976م، والمؤلف يتحدث في أول كتابه عن إنجازات الحكومة العثمانية وخدماتها للعالم الإسلامي، ثم ينتقل إلى نقد الحركة الوهابية التي خرجت على الخلافة الإسلامية. ويناقش المؤلف بعض القضايا التي كثر حولها الجدل، مثل قضية التجسيم، والإجماع والقياس وغير ذلك.
6. ومنها “ضياء الصدور لمنكري التوسل بأهل القبور” لظاهر شاه ميان ابن عبد العظيم، ويناقش المؤلف فيها قضايا التوحيد والشرك، والتجسيم والاجتهاد وغيرها، ثم يورد أقوال الفقهاء الأربعة لإثبات جواز التوسل بالأنبياء والصالحين.
7. ومنها “التوسل بالنبي وبالصالحين”، لأبي حامد مرزوق. طبع في تركيا سنة 1990م، ويتكون من قسمين، الأول بعنوان “التوسل وجهلة الوهابيين”، كتب المؤلف هذا القسم عند ما كان في دمشق كما يقول الناشر، وهذا القسم هو القسم الرئيس في الكتاب حيث تصل صفحاته 304 صفة من القطع الصغيرة، ويناقش فيه بعض آراء ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب في التوحيد والصفات والتوسل وغيرهم ومناقشته في هذا القسم جيدة. أما القسم الثاني وهو يبدأ من صفحة 305 إلى صفحة 336 وهي آخر الكتاب ناقش فيه مسائل التوسل وأورد أقوال فيه الفقهاء.
8. ومنها “البصائر لمنكري التوسل بأهل المقابر” للسيد حمد الله الداجوي، طبع في تركيا سنة 1989م. والمؤلف باكستاني، وكتابه هذا رد على الشيخ ملا طاهر من الباكستانيين الوهابيين وقد كتب هذا الأخير كتابا سماه “البصائر للمتوسلين بالمقابر” أما مؤلف كتاب البصائر لمنكري التوسل فهو صاحب عقلية متفتحة ويظهر من كتابه أن له باعا طويلا في الجدل ومناقشته مقبولة وفيها فوائد كثيرة لمن أراد معرفة طرق الرد على الوهابية، ومن الأمور التي ناقشها المؤلف، الحياة بعد الموت، وأقوال ابن تيمية في التوسل، وقضايا الإيمان والكفر والبدعة وغيرها ويعتبر محمد بن عبد الوهاب خارجيا، وانتهى من تأليف كتابه هذا سنة 1965م.
لكن مع عظمة جهود علماء أهل السنة لردّ بدعة الوهابية، ظلت أفكارها تنتشر لأسباب منها:

 

1. تحالفهم مع الاستعمار البريطاني ضد المسلمين كما فعلت القاديانية في الهند.
2. تحالفهم مع الأسرة الحاكمة في السعودية لفرض بدعتهم على مسلمي الخليج العربي.
3. موقعهم الاستراتيجي في العالم الإسلامي الذي يتمثل في البلاد المقدسة، حيث يؤمها ملايين المسلمين في كل عام لغرض أداء فريضة الحج.
4. تردي حالة التعليم في البلاد الإسلامية آنذاك بسبب ضعف الخلافة والغزو الغربي، مما أتاح لهم فرصة نشر بدعتهم.
ولهذه الأسباب وغيرها استطاعت الوهابية نشر أفكارها الفاسدة مما جعل عددا من أبناء المسلمين الذين لم يدرسوا الإسلام على مذهب أهل السنة يغترون بها، فممن اغتر ببدعتهم المودودي ومسعود الندوي والسهسواني من أبناء مسلمي الهند وهم لم يعرفوا الإسلام عن طريق مذهب أهل السنة، بل لم يدرس بعضهم العلوم الشرعية أصلا كالمودودي.
وتأثر بهذه البدعة في مصر رشيد رضا وسيد قطب وعبد القادر عودة ومحمد قطب وسيد سابق وغيرهم. وفي الشام سعيد حوى والألباني والنبهاني وآخرون. أما في العراق فقد كان سكانها أقل استجابة لبدعة الوهابية ولم يتأثر بها إلا الآلوسي.
ثم بدأت الوهابية طمس معالم منهج أهل السنة في العلوم الشرعية بعد استيلائها على الحجاز سنة 1920م. فأطلقت نفسها “بالسلفية” لتخفي حقيقتها وبدأت تنافس علماء أهل السنة، عن طريق نشر المؤلفات التي حظر علماء أهل السنة مطالعتها، لما فيها من شرك وبدع مستحدثة وأقاويل مخالفة للعقل والنقل مثل كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم وابن كثير وغيرهم من المشبهة والمجسمة.
وقد لاحظ المرحوم الشيخ مصطفي عبد الرازق شيخ الأزهر آنذاك أن حركة علم العقيدة في العصر الحديث بدأت بتنافس بين أنصار مذهب الوهابية وأنصار مذهب أهل السنة، ويقول في ذلك “أما النهضة الحديثة لعلم الكلام فتقوم على نوع من التنافس بين مذهب الأشعري ومذهب ابن تيمية. وإنا لنشاهد تسابقا في نشر كتب الأشعري وكتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ويسمى أنصار هذا المذهب الأخير بالسلفية، ولعل الغلبة في بلاد الإسلام لا تزال إلى اليوم لمذهب الأشاعرة”35
أقول لقد تطاير شرر بدعة الوهابية حتى تأثر بها بعض علماء أهل السنة، كما وصلت أفكارها إلى علماء الشيعة، حتى ظهر في العصر الحديث من بين أهل السنة وعلماء الشيعة من يقسم التوحيد إلى توحيد ألوهية وتوحيد ربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وذلك تبعا لمذهب ابن تيمية الفاسد في التوحيد الذي أشاعته الوهابية.
فلما رحل العلامة الهَرَرِي إلى بلاد الحجاز اتصل في الحال بعلماء أهل السنة في المدينتين المقدستين ورأى بنفسه خطر زحف بدعة الوهابية على مسلمي هذه المنطقة، وقد يكون هذا إحدى الأسباب التي جعلته يندب نفسه للرد عليها، عن طريق نشر العقيدة السنية الصحيحة وتعليم العلوم الشرعية على مذاهب أهل السنة في العقيدة والفقه.
ذلك أن الوهابية أول ما ظهرت في نجد بدأت إنكار عقيدة أهل السنة والجماعة كما ردّت مذاهب الفقه الأربعة المعتبرة عند علماء أهل السنة، ثم استحدثوا منهجا جديدا للتعامل مع النصوص يسمح للعامة أن يقولوا في نصوص القرآن والحديث الشريف ما بدا لهم، غير مبالين من خالفهم من علماء المسلمين، وقد أشار الشيخ سليمان بن عبد الوهاب إلى هذا المنهج الفاسد، حيث تسمح الوهابية لأتباعها أن يجتهدوا في تفسير النصوص بدون شروط مسبقة، وإن كانوا لا يعرفون القراءة والكتابة.
وردا على هذا المذهب الفاسد بدأ العلامة الهَرَرِي بإحياء الفقه الإسلامي عن طريق التعليم والتدريس والوعظ والإرشاد في ربوع بلاد الشام، ثم نشر مؤلفاته في العقيدة حيث بين فيها مذهب أهل السنة والجماعة وردّ على المبتدعة القديمين منهم والحديثين ولا سيما فرقة الوهابية لما كانت أكثر الفرق ضررا على الإسلام وأهله.
وبفضل جهوده العظيمة في الشام انتشر من جديد مذهب أهل السنة في جميع ربوع العالم الإسلامي بل حتى في أوروبا وأمريكا وأستراليا وغيرها، فأحيا الله به مذهب أهل السنة الذي كانت الوهابية تحاول إفساده وطمس معالمه.
ومن هنا قلنا أنه يعتبر مجدد منهج أهل السنة في هذا العصر، وقد اعترف ذلك خصومه ووصفوه مجددا، لكنهم لما لم يقدروا على المجاهرة بإنكار إحياء مذهب أهل السنة عليه، قالوا إنه يعمل من أجل إحياء مذاهب علم الكلام!
ولا نعرف من أنكر منهجه في التجديد من المسلمين إلا شرذمة من غلاة الوهابية كابن باز وأمثاله، وهكذا نستطيع أن نقول باطمئنان وبدون وجل أن الهَرَرِي مجدد منهج أهل السنة والجماعة في العصر الحديث، وذلك بشهادة أعدائه وحاقديه، ناهيك عن تلاميذه وأنصاره، وصدق رسول الله حيث يقول “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها”، وله من المؤلفات والرسائل ما يشهد لذلك وسنذكر بعضها فيما يلي.
مؤلفاته ورسائله:
كانت حياة العلامة الهَرَرِي في فترة شبابه حافلة بالجهاد والكفاح من أجل تحرير بلاد مسلمي الصومال من الاستعمار كما مر بنا، ثم بعد نزوله الشام واصل نشاطه العلمي، فلم يقض معظم حياته في سجن كابن تيمية وسيد قطب ولم يحكم عليه بالإقامة الجبرية في بيته كما كان حال الألباني في الأردن، بل ظل طليقا يتجول بين القرى والمدن في جميع أنحاء بلاد الشام لنشر العلوم الإسلامية النافعة وتعليمها على منهج أهل السنة والجماعة، ولم يصطدم مع السلطات الرسمية في بلد من تلك البلاد كما حصل لغيره من أصحاب الآراء الفاسدة والأفكار الشاذة، بل بفضل منهجه في الدعوة المبني على الحكمة والموعظة الحسنة، اتصل بالمجتمع الشامي دانيهم وقاصيهم، فلم يجد وقتا للتأليف لكثرة انشغاله في الوعظ والإرشاد وتصحيح عقائد الناس والرد على المبتدعة، لكن مع هذا صدر له عدد من المؤلفات والرسائل، أحسنها – على حد علمنا – شرحه لعقيدة أهل السنة المسمى “إظهار العقيدة السنية بشرح العقيدة الطحاوية” ومنها:
————————————————-
1. شرح ألفية السيوطي في مصطلح الحديث.
2. قصيدة في الاعتقاد تقع في ستين بيتا تقريبا.
3. الصراط المستقيم في التوحيد.
4. الدليل القويم على الصراط المستقيم في التوحيد.
5. مختصر عبد الله الهَرَرِي الكافل بعلم الدين الضروري على مذهب الشافعي.
6. بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب.
7. التعقب الحثيث على من طعن فيما صح من الحديث.
8. نصرة التعقب الحثيث على من طعن فيما صح من الحديث.
9. الروائح الزكية في مولد خير البرية.
10. شرح العقيدة النسفية.
11. شرح ألفية الزبد في الفقه الشافعي.
12. شرح متن أبي شجاع في الفقه الشافعي.
13. شرح الصراط المستقيم.
14. شرح متن العشماوية.
15. شرح متممة الأجرومية في النحو.
16. شرح البيقونية في المصطلح.
17. صريح البيان في الرد على من خالف القرآن.
18. المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية.
19. كتاب الدر النضيد في أحكام التجويد.
20. إظهار العقيدة السنية بشرح العقيدة الطحاوية.
21. التحذير الواجب.
22. منظومة “نصيحة الطلاب”.
23. رسالة في بطلان دعوى أولية النور المحمدي.
24. رسالة في الرد على قول البعض إن الرسول يعلم كل شىء يعلمه الله.
25. الدرة البهية في حل ألفاظ العقيدة الطحاوية.
26. الغارة الإيمانية في رد مفاسد التحريرية .
27. شرح منظومة الصبان في العروض.
28. مختصر عبد الله الهَرَرِي الكافل بعلم الدين الضروري على مذهب الامام مالك.
29. مختصر عبد الله الهَرَرِي الكافل بعلم الدين الضروري على مذهب الامام أبي حنيفة.
30. شرح الصفات الثلاث عشرة الواجبة لله
31. العقيدة المنجية.
32. شرح التنبيه.
33. شرح منهج الطلاب.
34. شرح كتاب سلم التوفيق الى محبة الله على التحقيق للشيخ عبد الله باعلوي

 

 

 

بقلم الدكتور/ حرسي محمد هيلوله