توحيد الله تبارك و تعالى

Arabic Text By Aug 26, 2010

 

توحيد الله تبارك و تعالى
 
 
 بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله المنزّه عن الهيئة و المكان, وعن الأشباه و الزمان, لا يحلُّ في شىء و لا ينحلُّ فيه شىء و أشهد أنّ الله واحد لا شريك له, أحدٌ صمد, لم يلد و لم يولد و ليس كمثله شىء, فهو موجودٌ لا كالموجودات ليس بجسمٍ لطيفٍ كالنور و الظلام و ليس بجسمٍ كثيفٍ كالإنسان وسائر الحيوان, و مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك, و صلّى الله على محمّد آخر الأنبياء و المرسلين و أفضل خلق الله و أفضل الناس أجمعين
 
يقول الله تبارك و تعالى:” إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُمَا دُونَ ذَلِك لِمَن 
يَشَآء” سورة النساء . آية 48
و قد قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم:” إنّ الله ليَغفِر لعبدِهِ ما لم يقعِ الحجابُ” قالوا: و ما وقوع الحجاب يا رسول الله ؟ قال :”أن تموتَ النفسَ و هي مشركة” رواه الإمام أحمد و ابن حبّان و صححه
 
فيجب على البالغ العاقل الذي بلغته دعوة الإسلام أن يوحِّد الله و أن لا يشرك به شيئا, و التوحيد هو إفراد القديم من المُحدث, فالأشراك هو أكبر ذنب يقترفه العبد و هو الذنب الذي لا يغفره الله و لا يغفر الكفر بكل أنواعه, فالكفر ينقسم إلى قسمين: كفر إشراك و كفر غير إشراك
 
كفر الإشراك: أن يعبد الشخص غير الله, أي كمن يعبد الشمس أو القمر
 
كفر غير إشراك: كمن يسبُّ الله أو يكذِّب القرءان كقول إن نار جهنّم تفنى
 
فالكفر بجميع أنواعه لا يغفره الله أي لمن مات عليه أو وصل إلى حالة اليأس من الحياة برؤية ملك الموت و ملائكة العذاب أو إدراك الغرق و نحوه فذاك ملحقٌ بالموت
 
لقول الله تبارك و تعالى:” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَ صَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَ هُمْ
  كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ”. سورة محمد. آية 34
 
فالحاصل أنّ الكفرَ لا يُغفر إلّا بالإسلام في الوقت الذي يكون مقبولًا فيه وذلك بالنطق بالشهادتين و هي أشهد أن لا إله إلّا الله و أشهد أنّ محمدا رسول الله أوما فى معناهما مع اعتقاد الحق والتخلى عن كل اعتقاد ينافى الإسلام
  أمّا قول الله تبارك و تعالى:” وَالفِتْنَةُ أَشَدُ مِنَ القَتْلِ”. سورة البقرة. آية 191
 فقد
قال ابن عبّاس رضي الله عنه:” الشرك أشد من القتل”. نقله الإمام فخر الرازي
فالشرك هو أعظم الظلم لقول الله تبارك و تعالى :” إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”. سورة لقمان. آية 13
 
و قول الله :” وَ الْكَافِرُوَنَ هُمُ الظَّالِمُونَ”. آية 254 معناه أكبر الظلم هو الكفر و العياذ بالله
 
و آخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين و الصّلاة و السّلام على رسول الله و على ءاله و أصحابه الطيبين الطاهرين
 
—————————————-
 
ادعوا أصحابكم وأقربائكم إلى علم الدّين و لا تنسوا النيّة لله تعالى
 ——————–