قالَ المُحَدِّثُ الشَّيْخُ عَبْد الله الهَرري رحمه اللهُ تَعَالى الشيطان لهُ مصَائدُ يُهلِكُ بِها الإنسان
الحمد لله ربِّ العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلواتُ اللهِ البرِّ الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد أشرفِ المرسلين وعلى جميع إخوانه من النبيّين والمرسلين.
الشيطان لهُ مصَائدُ يُهلِكُ بِها الإنسان
منَ النّاسِ مَن يَأتِيهِمُ الشّيطانُ بطَريقِ المال فيَعصُونَ ربهم مِن أجلِ المال. المالُ مَصْيَدَةُ الشّيطانِ يَصِيدُ بها بَني آدمَ إلا مَن رَحِمَ الله. كثِيرٌ مِنَ النّاسِ مِن حُبِّ المال يَكفُرون باللهِ، كثِيرٌ مِنهُم يَعصُونَ اللهَ مِن أَجْلِ المال. أَلا تَرونَ أنّ كثِيرًا مِنَ النّاسِ يَتركُونَ الصّلواتِ إلى ما بعدَ الغُروب؟ يَتركُونَ الظُّهرَ والعصرَ والمغربَ مِن غَيرِ عُذْر، مِن غَيرِ أن يَكون نائمًا أو نَاسيًا، مِن أجلِ عمَلِ دُنياهُم فيَعصُونَ ربهم، يقَعُونَ في ذَنبٍ كبِير. تَركُ فَريضَةٍ واحِدةٍ عندَ الله ذَنبٌ كبِير. كما يفعَلُ كثير منَ التّجّار مِن شِدّةِ حِرصِهم على المال وجمعِه يَتركُونَ الظُّهرَ والعَصر والمغربَ يقولونَ نُصَلِّي باللّيل، في البَيت نصلي. وبعض الناسِ يَأتِيهِم مِن طريقِ أولادِهم، كثيرٌ مِنَ الناسِ يَعصُونَ ربهم مِن أجلِ أولادِهم. أليسَ هناكَ كثيرٌ مِنَ النّساء يَتركْنَ بعضَ الصّلوات مِن أَجْلِ بُكاءِ الطِّفل؟ أو تهيئَةِ الطّعامِ لهُ؟ هذَا مِن جملةِ مصَائِد الشّيطان للنّساء، مِن هُنا يَصطَادُهنّ. فالذي أرادَ اللهُ لهُ الخَيرَ يَصبرُ، يَصبرُ على مَشقّاتِ العِبادات فلا يعصِي ربَّه مِن أجْلِ المال، ولا مِن أَجلِ الولَد ولا مِن أَجْلِ القَرابَة.