الوهابية وانحرافها

Arabic Text By Jan 12, 2010

 


بسم الله الرحمن الرحيم

الوهابية وانحرافها

  

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة”  صححه الحاكم.


اعلم أخي المسلم، رحمك الله وسلمك، أن الوهابية فرقة شذت عن أهل السنة والجماعة فشبهوا الله بخلقه ونسبوا لله القعود والعياذ بالله وغير ذلك من صفات الخلق التي لا تليق بالله. وسيتبين لك أخي المسلم في هذا الكتيب المؤلف من سبعة أجزاء حقائق عن معتقدات الوهابية الفاسدة، ورد علماء أهل السنة والجماعة عليهم.
 

قال مفتي الحنابلة بمكة المتوفى سنة ١٢٩٥ هـ الشيخ محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي في كتابه “السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة” في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب بن سليمان ما نصّه (٨): “وهو والد محمّد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الافاق، لكن بينهما تباين مع أن محمدًا لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده، وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غضبان على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أن يحدث منه أمر، فكان يقول للناس: يا ما ترون من محمد من الشر، فقدّر الله أن صار ما صار، وكذلك ابنه سليمان أخو الشيخ محمد كان منافيًا له في دعوته ورد عليه ردًا جيدا بالآيات والآثار لكون المردود عليه لا يقبل سواهما ولا يلتفت إلى كلام عالم متقدمًا أو متأخرا كائنا من كان غير الشيخ تقي الدين بن تيمية وتلميذه ابن القيم فإنه يرى كلامهما نصّا لا يقبل التأويل ويصول به على الناس وإن كان كلامهما على غير ما يفهم، وسمى الشيخ سليمان رده على أخيه “فصل الخطاب في الرد على محمّد بن عبد الوهاب” وسلّمه الله من شرّه ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد، فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلاله قتله، وقيل إن مجنونًا كان في بلدة ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسلاح، فأمر محمدٌ أن يعطى سيفًا ويدخل على أخيه الشيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه فلما رءاه الشيخ سليمان خاف منه فرمى المجنون السيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تخف إنك من الآمنين ويكررها مرارا، ولا شك أن هذه من الكرامات “. ا.هـ


محمد بن عبد الوهاب رجلٌ لم يشهدْ له أحدٌ من علماءِ عصرِه بالعلمِ بل إن أخاهُ سليمانَ بن عبد الوهاب ردَّ عليهِ ردَّينِ لمُخالفتِه ما كان عليه المسلمونَ من أهلِ بلدِه وغيرِهم منَ الحنابلةِ وغيرِهم، أحدُ الردَّينِ يُسمى “الصواعق الالهية في الرد على الوهابية” والردُّ الآخرُ يُسمى “فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب”، وكذلكَ العالمُ الشهيرُ مفتي مكةَ للحنابلةِ محمدُ بنُ حميد لم يذكُر محمد بن عبد الوهاب في عِدادِ أهلِ العلمِ من الحنابلةِ وقد ذكرَ نحوَ ثمانِمائَةِ عالمٍ وعالمةٍ في المذهبِ الحنبليِّ بل ذكرَ أباهُ عبدَ الوهاب وأثنى عليهِ بالعلمِ وذكرَ أنَّ أباهُ كان غضبانَ عليهِ وحذَّر منهُ وكان يقول “يا ما ترون من محمد من الشر” وكانَ الشيخُ محمدُ بنُ حميد تُوفِّي بعدَ محمد بن عبد الوهاب بنحوِ ثمانينَ سنةً، وقد بينا كلامه سابقا.


 وقد أحدثَ محمد بن عبد الوهاب هذا ديناً جديداً عَلََّمَه لأتباعِه وأصلُ هذا الدينِ تشبيهُ اللهِ بخلقِه واعتقادُ أن اللهَ جسمٌ جالس على العرشِ وهذا تشبيهٌ للهِ بخلقِه لأن الجلوس من صفاتِ البشر فقد خالفَ بذلك قولَ اللهِ تعالى:{ليس كمثله شئ} سورة الشورى/11. وقد اتَّفقَ السلفُ الصالحُ على أن من وصفَ اللهِ بصفةٍ من صفاتِ البشرِ فقد كفرَ كما قالَ الإمامُ المحدِّثُ السلفيُّ الطحاويُّ في عقيدتِه المشهورةِ باسمِ العقيدةِ الطحاويةِ ما نصه: “ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر”.


ومن عقيدةِ هذه الجماعةِ الوهابية تكفيرُ من يقولُ يا محمد وتكفيرُ من يتبرك بقبورَ الأنبياءِ والأولياءِ  وتكفيرُ من يعلِّقُ على صدرِه حرزاً فيهِ قرءانٌ وذكرُ الله ويجعلونَ ذلك كعبادةِ الصنمِ والوثَنِ وقد خالفوا بذلك ما كان عليه الصحابةُ والسلفُ الصالحُ فقد ثبتَ جوازُ قولِ يا محمد عندَ الشدةِ عنِ الصحابةِ ومن بعدَهم من السلفِ الصالحِ ومن بعدَهم في كلِّ العصورِ التي مضت على المسلمين، وقد نصَّ الإمامُ أحمد بن حنبل الذي يزعمون انهم ينتسبونَ إليه في بلادِهم على جوازِ مسِّ قبر النبيِّ ومسِّ مِنبرِه وتقبيلِهما إن كانَ تقرُّباً إلى اللهِ بالتبرُّكِ وذلك في كتابِه المشهور. وقد شذُّوا عن الأمةِ بتكفيرِ من يستغيثُ بالرسولِ ويتوسَّلُ به بعد موتِه وقالوا التوسلُ بغيرِ الحيِّ الحاضرِ كُفرٌ فعملاً بهذه القاعدةِ التي وضعوها يستحِلُّونَ تكفيرَ من يخالِفُهم في هذا ويستحلُّونَ قتلَه، فإن زعيمَهم محمدَ بنَ عبد الوهاب قال: “من دخلَ في دعوتِنا فلهُ ما لنا وعليهِ ما علينا ومن لم يدخُل فهو كافرٌ مباحُ الدم”. ومن أرادَ التوسُّعَ في معرفةِ الأدلةِ التي تنقُضُ كلامَهم هذا فليُطالِعْ كتبَ الردِّ عليهم ككتابِ “الردُّ المُحكمُ المَتِين” وكتابِ “المقالاتُ السُّنِّيَّةُ في كشفِ ضلالاتِ أحمدَ بنِ تيمية” وهذا الكتابُ الثاني أُسْمِي بهذا الاسمِ لأنَّ محمد بن عبد الوهاب أخذَ بدعه من كتبِ ابنِ تيمية المتوفى سنة 728هـ. مع أنَّ ابنَ تيميةَ استَحْسَنَ لمن أصابَهُ مرضُ الخدرِ في رجلِه أن يقولَ يا محمد وهذا صحيحٌ ثابتٌ عنِ ابنِ تيمية في كتابِه “الكلمُ الطيبُ” وهذا يخالِفُ فيهِ ما قالهُ في كتابِ “التوسُّلُ والوسيلةُ”، و محمد بن عبد الوهاب وافقهُ فيما في كتابِه “التوسلُ والوسيلةُ” وخالفَه فيما في كتابِه “الكلم الطيب”. والخدرُ مرضٌ معروفٌ عند الأطباءِ يصيبُ الرِّجل.

والحمد لله رب العالمين.