السؤال: ما هي الولاية وكيف يصير الإنسان ولياً لله عز وجلّ؟
الجواب: الولاية هي أداء الواجبات واجتناب المحرّمات والإكثار من نوافل الطاعات المستحبات المسنونات.
الذي يلزم في حياته وسلوكه أداء الواجبات واجتناب المحرمات والإكثار من نوافل الطاعات ولو نافلة واحدة، هذا ليس شيئًا سهلاً لأن ذلك يحتاج إلى مخالفة النفس والهوى وعدم الانسياق وراء الراحات والشهوات، وهذا عكس حال أكثر الناس.
أحد أكابر العلماء الصوفية من الأولياء الصالحين واسمه محمد بن المنكدر رضي اللَّه عنه قال: جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، ومعنى كلامه: قضيت في مخالفة نفسي وترك شهواتي أربعين سنة حتى صارت نفسي تطاوعني وتمشي كما أحبُّ في الخيرات.
النفس أشد أعدائك، نفسك روحك هي أشد عدو لك. المسلم يحارب ثلاثة أشياء: يحارب نفسه الأمّارة بالسوء، ويحارب شياطين الجنّ، ويحارب شياطين الإنس.
قال بعض أكابر العلماء من السلف: أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك، معناه أشدهم عداوة لك نفسك أي روحك التي تأمرك بالسوء، هذه تحتاج للمجاهدة حتى تصل إلى أن تمشيَ على حسب ما ترغب من الخير، فدائماً خالف نفسك حتى تترقى في الخير فإنّ من لا يخالف نفسه لا يترقى عند الله تعالى. اترك شهوة نفسك في مجادلة الناس إلا لإحقاق حق شرعي، وخالف نفسك في ما تشتهيه من سوء الظن بعباد الله.
الإنسان الذي لا يخالف هوى نفسه لا ترتفع درجاته، أغلب الناس لا يخالفون هوى نفوسهم فلا يترقون.
مخالفة هوى النفس أمرٌ صعب، يحتاج الشخص إلى مجاهدة شديدة حتى يصل إلى قهر نفسه حتى تنصاع نفسه إلى ما هو طاعة، وحتى تمشي على ما يرام، وإلّا فأمر مجاهدتها ليس شيئاً سهلًا.
وشياطين الإنس مثل دعاة السوء، هؤلاء يسمّون شياطين الإنس مثل يوسف القرضاوي وناصر الدين الألباني وعمرو خالد وخالد الجندي وسيد قطب وابن تيمية وابن عثيمين ومحمد العريفي وعائض القرني والحويني وعلي الجفري وناظم القبرصلي ورجب ديب الضال المضلّ، كل هؤلاء وأمثالهم وإن ادّعوا التصوف أو السلفية – وهم كاذبون في دعواهم – يسمّون شياطين الإنس، هم بشر لكنهم مثل أولئك الشياطين من حيث الفساد والإفساد ومن حيث الضرر، مثل شياطين الجنّ، هؤلاء وأمثالهم لا يجوز السكوت عنهم، لا يكون صالحاً ولا هو على طريق الولاية من يسكت عن فسادهم، الصلاح ليس مسبحة وتسبيحاً فقط ولكن قبل المسبحة هو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، علماء الصوفية الحقيقيون قالوا: الساكت عن الحق شيطان أخرس.