النفس أشد أعدائك، نفسك روحك هي أشد عدو لك. المسلم يحارب ‏ثلاثة أشياء: يحارب نفسه الأمّارة بالسوء، ويحارب شياطين الجنّ، ‏ويحارب شياطين الإنس.‏

Miscellaneous By May 30, 2017

السؤال: ما هي الولاية وكيف يصير الإنسان ولياً لله عز وجلّ؟

الجواب: الولاية هي أداء الواجبات واجتناب المحرّمات والإكثار من ‏نوافل الطاعات المستحبات المسنونات.‏

الذي يلزم في حياته وسلوكه أداء الواجبات واجتناب المحرمات ‏والإكثار من نوافل الطاعات ولو نافلة واحدة، هذا ليس شيئًا سهلاً لأن ‏ذلك يحتاج إلى مخالفة النفس والهوى وعدم الانسياق وراء الراحات ‏والشهوات، وهذا عكس حال أكثر الناس.‏

أحد أكابر العلماء الصوفية من الأولياء الصالحين واسمه محمد بن ‏المنكدر رضي اللَّه عنه قال: جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، ‏ومعنى كلامه: قضيت في مخالفة نفسي وترك شهواتي أربعين سنة ‏حتى صارت نفسي تطاوعني وتمشي كما أحبُّ في الخيرات. ‏

النفس أشد أعدائك، نفسك روحك هي أشد عدو لك. المسلم يحارب ‏ثلاثة أشياء: يحارب نفسه الأمّارة بالسوء، ويحارب شياطين الجنّ، ‏ويحارب شياطين الإنس.‏

قال بعض أكابر العلماء من السلف: أعدى أعدائك نفسك التي بين ‏جنبيك، معناه أشدهم عداوة لك نفسك أي روحك التي تأمرك بالسوء، ‏هذه تحتاج للمجاهدة حتى تصل إلى أن تمشيَ على حسب ما ترغب ‏من الخير، فدائماً خالف نفسك حتى تترقى في الخير فإنّ من لا يخالف ‏نفسه لا يترقى عند الله تعالى. اترك شهوة نفسك في مجادلة الناس إلا ‏لإحقاق حق شرعي، وخالف نفسك في ما تشتهيه من سوء الظن بعباد ‏الله.‏

الإنسان الذي لا يخالف هوى نفسه لا ترتفع درجاته، أغلب الناس لا ‏يخالفون هوى نفوسهم فلا يترقون.‏

مخالفة هوى النفس أمرٌ صعب، يحتاج الشخص إلى مجاهدة شديدة ‏حتى يصل إلى قهر نفسه حتى تنصاع نفسه إلى ما هو طاعة، وحتى ‏تمشي على ما يرام، وإلّا فأمر مجاهدتها ليس شيئاً سهلًا.‏

وشياطين الإنس مثل دعاة السوء، هؤلاء يسمّون شياطين الإنس مثل ‏يوسف القرضاوي وناصر الدين الألباني وعمرو خالد وخالد الجندي ‏وسيد قطب وابن تيمية وابن عثيمين ومحمد العريفي وعائض القرني ‏والحويني وعلي الجفري وناظم القبرصلي ورجب ديب الضال ‏المضلّ، كل هؤلاء وأمثالهم وإن ادّعوا التصوف أو السلفية – وهم ‏كاذبون في دعواهم – يسمّون شياطين الإنس، هم بشر لكنهم مثل أولئك ‏الشياطين من حيث الفساد والإفساد ومن حيث الضرر، مثل شياطين ‏الجنّ، هؤلاء وأمثالهم لا يجوز السكوت عنهم، لا يكون صالحاً ولا هو ‏على طريق الولاية من يسكت عن فسادهم، الصلاح ليس مسبحة ‏وتسبيحاً فقط ولكن قبل المسبحة هو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ‏علماء الصوفية الحقيقيون قالوا: الساكت عن الحق شيطان أخرس.‏