فائدة في استحسان مدح الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام،

Arabic Text By May 27, 2017


فائدة في استحسان مدح الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام،

اعلم أخي أن الله تعالى مدح في كتابه الكريم سيدنا محمداً عليه الصلاة ‏والسلام مدحاً عظيماً، ويكفي هذا النبيّ العربيّ شرفاً أنه لا يصحّ ‏الدخول في الإسلام إلا بقرن الشهادة بأنه رسولُ الله بشهادة أن لا إله ‏إلا الله، فلينظر العبد العاقل في هذا التعظيم البالغ من الله تعالى لنبيّه ‏عليه الصلاة والسلام.‏

واعلم أخي أنَّ مَدحَ الرَّسولِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم فُرادَى وجماعَةً ‏قُربَةٌ إلى اللَّهِ وعَمَلٌ مَقبولٌ ليسَ بِدعةً سيِّئَةً كما تقول بعض المبتدعة ‏ينكرون على الناس مدح النبيّ، وأيّ شرف هو مدح النبي صلى الله ‏عليه وسلم. ‏

فقد ثبتَ مَدحُ الرسولِ جماعةً في حديثينِ صحيحينِ: أحدُهُما حديثٌ ‏رواهُ الإمامُ أحمدُ مِن حديثِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضِيَ اللَّهُ عنهُ أَنَّ الْحَبَشَةَ ‏كَانُوا يَزفِنُونَ – أي يَرقُصونَ بِلا تثَنّ ولا تكسّر- في مسجدِ رَسُولِ ‏اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُونَ بِكَلَامٍ لَهُم: “مُحَمَّدٌ عبدٌ صالِحٌ” فَقَالَ ‏رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: “مَاذَا يَقُولُونَ؟” فقيلَ لَهُ: إنَّهُم ‏يَقُولُونَ: “مُحَمَّدٌ عَبدٌ صَالِحٌ”، فأقرّ النبي ذلك ولم ينكر عليهم ولو ‏كان مستقبحاً لأنكره وهو القائم بأمر الله في الأمر بالمعروف والنهي ‏عن المنكر. وفي رواية للبَزَّارُ في مسندِهِ أَنَّ الحَبَشَةَ كَانُوا يَزفِنُونَ ‏بَينَ يَدَي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُونَ: “أَبَا القَاسِمِ طَيِّبًا”، ‏صَحَّحهُ الحَافِظُ ابنُ القطَّانِ في كتابِهِ النَّظَرِ فِي أَحْكَامِ النَّظَرِ، ‏فَالرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَم يُنكِر مدحَهُمْ. ‏

وأمَّا المدحُ الإفراديُّ فمِن ذلِكَ ما رواهُ الحافِظُ السُّيوطِيُّ والحافِظُ ‏ابنُ حجرٍ وغيرُهُما أنَّ العَبَّاسَ بنَ عَبدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى ‏اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْتَدَحتُكَ بِأَبيَاتٍ، فَقَالَ ‏رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “قُلْهَا لَا يَفضُضِ اللهُ فَاكَ (فمك)” ‏قَالَ: فَأَنشَدتُهَا فَذَكَرَ قَصِيدَةً فيها: وَأَنتَ لَمَّا وُلِدتَ أَشرَقَتِ الأَرضُ.. ‏وَضَاءَت بِنُورِكَ الأُفُقُ؛ وغير ذلك من الأبيات التي يمتدح فيها ‏العباسُ النبيَّ. قال الحافِظُ ابنُ حجرٍ: حديثٌ حَسَنٌ. ‏

فمدحُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عِبادةٌ أي طاعةٌ لِله فيها ثواب، ‏هذا هو الحقُّ الذي يعتقِدُهُ المسلمونَ مِن أيامِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ ‏وَسَلَّمَ إلى الآنَ ومن خالف في ذلك فلا عبرة بهم ولا يُلتفت إلى ‏كلامهم نعوذ بالله من الردى،

أخي كن ناشرًا للخير لله تعالى ولا تدع الخير يقف عندك‎.‎‏ أرجو الدعاء وفق الله كاتبه وناشره، آمين

‏”أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله” حديث شريف رواه البخاري