سؤال: هل يُستحسن التوسل برسول الله عليه الصلاة والسلام؟

Arabic Text By Apr 15, 2017

سؤال: هل يُستحسن التوسل برسول الله عليه الصلاة والسلام؟

الجواب: نعم يُستحسن التوسل بذات رسول الله عليه الصلاة والسلام في حياته وبعد وفاته لا فرق، ولا سيما ‏أن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلّون كما ثبت في الحديث الشريف، رواه البيهقي.‏

الله تعالى قال في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ” (المائدة، 35)، والوسيلة من ‏حيث اللغة هي القربة قاله ابن عباس، رواه ابن جرير في تفسيره، وهي هنا القربة إلى الله تعالى. وقال ابن ‏جرير كذلك: والوسيلة هي الفعيلة‎ ‎من قول القائل‎ ‎توسلت إلى فلان بكذا بمعنى تقرَّبت إليه.ا.هـ.‏

قال ابن منظور في لسان العرب: الوسيلة المنزلة عند الملك، والوسيلة الدرجة، والوسيلة القربة. وقال: ‏والوسيلة الوصلة والقربى وجمعها الوسائل، قال الله تعالى: “أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة”. ‏وقال‎ ‎الجوهري:‏‎ ‎الوسيلة ما يُتقرب به إلى الغير، والجمع الوسل والوسائل. والتوسيل والتوسل واحد. وفي ‏حديث الأذان: اللهم آت محمداً الوسيلة؛ هي في الأصل ما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به، والمراد به في ‏الحديث القرب من‎ ‎الله تعالى‎.‎ا.هـ. أي القرب المعنوي بلا كيف.‏

وقد ثبت في الحديث التوسل إلى الله بالعمل الصالح، ومن المعلوم أن الأنبياء أفضل من أعمالهم، لأن الأنبياء ‏خير خلق الله تعالى، فإذا كان يجوز التوسل بالأعمال الصالحة فبالأولى يجوز التوسل بذوات الأنبياء عليهم ‏الصلاة والسلام.‏

ثم إن التوسل بذات النبيّ مما علّمه عليه الصلاة والسلام للصحابة الكرام رضي الله عنهم بنص حديث ‏‏”أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد”.. و”يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي”، والحديث رواه أحمد بن حنبل من يدّعي ‏أتباع ابن تيمية الضال أنهم يتبعونه.‏

ثم هناك‎ ‎ما رواه البخاري في الأدب المفرد من توسل ابن عمر رضي الله عنهما حين خدرت رجله قال “يا ‏محمد” فعافاه الله، وأتباع ابن تيمية يكفّرون من يفعل ذلك، فهل كفر عبدالله بن عمر رضي الله عنه؟؟ وهل كفر ‏البخاري؟؟، وفي كتب الفقه الحنبلي أن الإمام أحمد قال إنه يُستسقى بالنبي في الدعاء لنزول المطر؛ فهل كفر ‏أحمد بن حنبل وهل كفر فقهاء المذهب الحنبلي؟

واقرأوا حديث مسند الإمام أحمد ونصه: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أحمد بن حنبل حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ حَدَّثَنَا ‏شُعْبَةُ عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ الْمَدِينِىِّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلاً ‏ضَرِيراً أَتَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِى، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَأَنْ يُصَلِّىَ رَكْعَتَيْنِ وَأَنْ يَدْعُوَ بِهَذَا ‏الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِىِّ الرَّحمَةِ يَا مُحَمَّدُ إِنِّى أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّى فِى حَاجَتِى ‏هَذِهِ فَتُقْضَى وَتُشَفِّعُنِى فِيهِ وَتُشَفِّعُهُ فِىَّ. قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَبَرَأَ، انتهى. فهل كان الرسول يعلّم الناس ما حرّم الله؟ ‏وهل قال هذا الحديث ملغى توقفوا عن العمل به؟، سبحان الله‎.

ثم يقال لأتباع ابن تيمية إن شيخكم الضالّ روى حديث ابن عمر قال: “يا محمد”، استغاث ابن عمر ‏بالنبي، ذكره ابن تيمية في كتاب له سماه “الكلم الطيب” وأنتم تكفرون من يقول ذلك، ومع هذا تسمون شيخكم ‏الضال “شيخ الإسلام”، وهذا تناقض عجيب لا خلاص لكم منه إذا بقيتم على فسادكم، أرجو الدعاء لكاتبه ‏وناشره وفقنا الله وعافانا وختم لنا بخير، آمين