الدليل الجلي الواضح على جواز الاحتفال بمولد رسول الله ﷺ‎.‎

Arabic Text By Jan 24, 2017


قال بعض الطيّبين:‏‎❤ ‎لكُلِّ قلبٍ حبيبٌ يُستهامُ بِه.. لكن حَبيبي رسول اللهِ أحتسِبُ‎❤‎


الدليل الجلي الواضح على جواز الاحتفال بمولد رسول الله ﷺ‎.‎

لِيُعلَم أن تحليل أمر أو تحريمه إنما هو وظيفة المجتهد كالإمام مالك والشافعي وأبي حنيفة ‏وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم وعن سائر السلف الصالح، وليس لأي شخص ألّف مؤلفًا ‏صغيرًا أو كبيرًا أن يأخذَ وظيفة الأئمة الكرام من السلف الصالح فيُحلل ويحرّم دون الرجوع ‏إلى كلام الأئمة المجتهدين المشهود لهم بالخيرية من سَلف الأمة وخلَفها.‏

فمَن حرّم ذكر الله عز وجل وذكر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وإطعام الفقراء في يوم مولده عليه السلام ‏بحجة أن النبي عليه السلام لم يفعله نقول له: هل تحرّم المحاريب والمآذن التي في المساجد ‏وتعتقد أنها بدعة ضلالة لأن النبيّ لم يعملها؟! وهل تحرّم جمع القرآن في المصحف ونقطه ‏بدعوى أن النبيّ لم يفعل ذلك؟‎!‎

فإن كنتَ تُحرّم ذلك فقد ضيّقتَ ما وسع الله على عباده من استحداث أعمال خير لم تكن على ‏عهد الرسول، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن سَنّ في الإسلام سُنةً حسَنَةً فلَهُ أجرُها وأجرُ مَن عَملَ ‏بها بعده من غير أن ينقُصَ من أُجورهم شىء” رواه مسلم في صحيحه‎.‎

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدما جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح في ‏رمضان: “نِعمَ البدعة هذه” رواه البخاري في صحيحه‎.‎

ومن هنا قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: “المُحدَثات من الأمور ضربان (صنفان)، أحدُهما ‏ما أُحدث مما يُخالفُ كتاباً أو سُنةً أو أثراً أو إجماعًا، فهذه البدعة الضـلالة، والثانيـة ما أُحدثَ ‏من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه مُحدَثةٌ غير مذمومة” رواه الحافظ البيهقي في ‏كتاب مناقب الشافعي‎.‎

ومَن شاءَ فلينظُر ما ذكرَهُ الحافظ ابن حجر العسقلاني وغيره كالسخاوي وابن دحية وغيرهم ‏ممن أقرّوا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف واستحسنوه، واستدلوا على ذلك بأدلة متعددة ‏واعتبروه بدعة حسنة ولم ينكروه بل ألفوا فيه المؤلفات.‏

حتى الذين حرّموا الاحتفال بقراءة القرآن والسيرة الشريفة وذكر الله في شهر ربيع الأول شهر ‏المولد الشريف، هم محجوجون بقول شيخهم الضال ابن تيمية في كتاب له سماه اقتضاء ‏الصراط المستقيم يثبت فيه الأجر والثواب في إحياء المولد‎.‎

وبَيَّن السُّيوطي في بعض رسائله أنّ أولَ مَن أحدثَ عملَ المولدِ الملكُ المظفرُ ملكُ إربل وكان ‏منَ الملوكِ الأمجادِ والكبراءِ الأجوادِ وكانَ له آثارٌ حسنةٌ وهو الذي عمّر الجامعَ المظفريَّ ‏بسَفحِ قاسيون من بلاد الشام‎.‎

وقال ابنُ كثير وهو ممن يعتمده محرّمو المولد، في تاريخِه عن هذا الملك، إنه كان يعملُ ‏المولدَ الشريفَ في ربيعٍ الأول ويحتفلُ به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عالمًا عادِلاً ‏رحمه اللهُ وأكرَمَ مثواه، وإنه توفي في حصار الفرنج في مدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمودَ ‏السيرة والسريرة رحمه الله.‏

ولم يَعترِض على الحافظ ابن دحية في هذا الفعلِ في عصرِه ولا في ما بعدَه أحدٌ منَ العلماءِ ‏المعتبرينَ، بل وافقُوا على ذلكَ ومدَحُوه لما فيه من البركةِ والخيراتِ‎.‎‏ والحمد لله تعالى.‏