0 Comments 12:24 am


وممن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاح النجاشي ملك الحبشة رضي الله عنه، ففي صحيح البخاري أن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قَدْ ‏تُوُفِّي الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ الْحَبَشِ فَهَلُمَّ فَصَلُّوا عَلَيْهِ، قَالَ جابر بن عبدالله رضي الله عنه: فَصَفَفْنَا فَصَلَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ‏وَنَحْنُ مَعَهُ صُفُوفٌ.‏

وفي قصة النجاشي رضي الله عنه عَـلَـمٌ من أعلام (أي دليل على) النبوة (أي معجزة) لأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الصحابة رضي الله ‏عنهم بموت النجاشي في الحبشة في اليوم الذي مات فيه مع بُعد ما بين أرض الحبشة (يقال لها اليوم إثيوبيا) والمدينة المنورة.‏

قال الزركشي: قوله (النجاشي) نونه مفتوحة في المشهور، وزعم ابن دحية وابن السيد أنه بكسرها أيضاً والياء مشددة والصواب تخفيفها ‏قاله (ابن الأثير) في النهاية، واسمه أصحمة والحبشة يقولون أصخمة بالخاء المعجمة، توفي رحمه الله تعالى في رجب سنة تسع وصلى ‏عليه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.‏

قال ابن حجر هو اصحمة بن ابحر النجاشي ملك الحبشة واسمه بالعربية عطية، والنجاشي لقب له، أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يهاجر ‏إليه، وكان ردءاً للمسلمين نافعاً وقصته مشهورة في المغازي في إحسانه إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الإسلام. وأخرج ‏أصحاب الصحيح قصة صلاته صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب (أي صلاة الجنازة عليه) من طرق منها رواية سعيد بن مينا عن جابر ومنها رواية عطاء ‏بن جابر لما مات النجاشي قال النبي صلى الله عليه سلمئ: قد مات اليوم عبد صالح يقال له أصحمة فقوموا فصلوا على أصحمة فصفنا خلفه، هذا لفظ ‏القطان عن ابن جريج عن النبيّ. وفي رواية ابن عيينة عن ابن جريج قد مات اليوم عبد صالح فقوموا فصلوا على أصحمة. قال الطبري ‏وجماعة كان ذلك في رجب سنة تسع. وعن عروة عن عائشة لما مات النجاشي كنا نتحدث أنه لا يزال يُرى على قبره نور. وجاء من ‏طريق زمعة بن الصالح عن الزهري ويحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال أصبحنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ‏إن أخاكم أصحمة النجاشي قد توفي فصلوا عليه، قال: فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووثبنا معه حتى جاء المصلى فقام فصففنا وراءه فكبر أربع ‏تكبيرات. والنجاشي بفتح النون على المشهور وقيل تكسر، وتخفيف الجيم وأخطأ من شدّدها، وبتشديد آخره وحكى المطرزي التخفيف ‏ورجحه الصغاني، وأصحمة بوزن أربعة وحاؤه مهملة وقيل معجمة، وقيل صحمة بغير ألف.