ترجمة الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه

Arabic Text By Dec 03, 2009

ترجمة الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه

150-80

هو الإمام التابعي الجليل النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي مولاهم، ولد في الكوفة سنة ثمانين ومات ببغداد ليلة النصف من شعبان سنة خمسين ومائة.

روى الصيمري (436 هـ.) في كتابه أخبار أبي حنيفة عن حماد بن أبي حنيفة قال: فأما زوطى فإنه من أهل كابـُـل ، ولد ثابت على الإسلام. وعن ابنه إسماعيل بن حماد قال ولد جدي في سنة ثمانين وذهب ثابت إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو صغير ودعا له بالبركة فيه وفي ذريته ونحن نرجو من الله أن يكون استجاب ذلك لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فينا.اهـ.

رأى أبو حنيفة أنس بن مالك رضي الله عنه كما أثبته المزي في تهذيب الكمال جازمًا به، وروى عن خلق كثيرين منهم عطاء بن أبي رباح وعامر الشعبي وسليمان بن مهران الأعمش وعمرو بن دينار ونافع مولى ابن عمر رضي الله عنه وعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وأبي جعفر محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وحماد بن أبي سليمان وبه تفقه رضي الله عنهم جميعًا.

ومن أصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه من الأئمة مجتهدي السلف الصالح أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصــاري (182 هـ.) وأبو عبـد الله محمـد بن الحســن الشــيباني (189 هـ.) وهو من مشايخ الإمام الشافعي، وأبو الهذيل زفـر بن الهذيل (158 هـ.) ووكيع بن الجراح (197 هـ.) وعبد الله بن المبارك (181 هـ.) في أئمة كـثـيـرين رووا عنه غير من ذكرنا لا نحصيهم منهم الحافظ المشهور عبد الرزاق بن همـَّام الصنعاني صاحب المصنف والذي رحل إليه الإمام أحمد بن حنبل وهو من أكابر مشايخه، وممن كان من تلاميذه كذلك الإمـام الزاهــد قدوة الأعـيـان داود بن نصــير الطــائي (162 هـ.) والذي صحبه معروف الكرخي كما ذكر الحافظ العالم الزاهد شيخ المشايخ السلمي (كذا وصفه الذهبي في تذكرة الحفاظ) (412هـ. )، في طبقاته، ومعروف رضي الله عنه هو شيخ السري السقطي شيخ الجنيد وخاله وهم كالشمس في رابعة النهار لا ينكر فضلهم وإمامتهم بين السلف الصالح إلا جاهل أو معاند.

وليعلم أننا إنما ذكرنا بعض من تقدم من الأعلام وإن لم يكونوا موضوع البحث  للاستدلال على شرف الإمام المبجل أبا حنيفة رضي الله عنه ورفعته إذ بشرف التابع يعرف شرف المتبوع الذي هو داخل في حديث البخاري ومسلم لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء، أي من فارس كما جاء في رواية لمسلم، وأبو حنيفة كما هو معلوم فارسي الأصل .

وسريان سرّ الحديث في أبي حنيفة أمر ظاهر ذلك أنه رضي الله عنه اشتهر بالذبّ عن عقيدة أهل السنة فألف كتــبــًا عدة في بيان العقيدة الصحيحة منها الفقه الأكبر وهو كتاب مشهور. 

وفي تاريخ بغداد  للحافظ الكبير الخطيب البغدادي(ج 1 ص 123) بإسناده إلى الإمام الشافعي رضي الله عنه  قال إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم،  يعني زائراً،  فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى، انتهى بلفظه.

فلينظر طالب العلم في تبرك الشافعي رضي الله عنه بزيارة قبر أبي حنيفة ودعائه عنده ما عرف فيه الإجابة، وليعتبر كذلك برواية أبي حنيفة الإمام التابعي الجليل عن الإمام مالك إمام المدينة رضي الله عنهما كما ذكره ابن عبد البر في الانتقاء والسيوطي في الفانيد في حلاوة الأسانيد وابن شاهين والدارقطني والخطيب البغدادي وأبو نعيم وهم من الحفاظ المشهورين، وهذا يدل على ما ألقى الله تعالى في قلوب هؤلاء الأئمة من التواضع والألفة وترك الكبر ما هو جدير أن نقتدي به رجاء صلاح ذات البين ولا حول ولا قوة إلا بالله.