أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الإسْلامِ عَلى اسْتِحْسانِ التَّبَرُّكِ بِالنَّبِيِّ في حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ

Arabic Text By Jul 10, 2015

 

أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الإسْلامِ عَلى اسْتِحْسانِ التَّبَرُّكِ بِالنَّبِيِّ في حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ وَمَعْنَى التَّبَرُّك طَلَبُ الْبَرَكَةِ وَالْبَرَكَةُ الزِّيَادَةُ مِنَ الْخَيْرِ.

 

 

وَرَوى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في صَحيحَيْهِما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

 

لَمَّا حَلَقَ شَعَرَهُ في حَجَّةِ الوَدَاعِ أَمَرَ الْحَلاقَ أبا طَلْحَةَ الأَنْصَارِيَّ بِتَقْسيمِ شعرِهِ بينَ الصَّحَابَةِ.

 

قَالَ الْحَافِظُ النَّوَويُّ في شَرْحِ مُسْلِمٍ :

 

مِنْ فَوَائِدِ الْحَديثِ التَّبَرُّكُ بِشَعَرِهِ صلى الله عليه وسلم وجَوَازُ اقْتِنَائِهِ للتَّبَرَّكِ اهـ.

 

وَقَالَ مِثْلَهُ الْحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في فَتْحِ الْبَارِي. وَلا شَكَّ أَنَّ هَذَا التَّوْزِيعَ للشَّعَرِ لِلتَّبَرُّكِ بِالشَّعَرِ إِذِ الشَّعَرُ لا يُؤكَلُ،

 

قَالَ الزُّرْقَانِيُّ: إِنَّما قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ في أَصْحَابِهِ لِيَكُونَ بَرَكَةً بَاقِيَةً لَهُمْ وَتَذْكِرَةً لَهُمْ اهـ.

 

والتوسل لاصطلاح أهل العلم هو :

 

طلب من الله حصول منفعة أو اندفاع مضرة بذكر اسم نبي أو ولي إكراما للمتوسل به

 

وليس في ذلك شرك ولا معصية وليس هذا من العبادة لغير الله كما تزعم الوهابية المشبهة الذين يكفرون المسلمين بلا حق

 

لأن العبادة كما قال الليث وهو إمام مقدم في اللغة

 

أقصى غاية الخضوع

 

والتوسل والتبرك بالنبي بعد موته وبالصالحين ليس فيه ذلك

 

العبادة نهاية التذلل:

وهذا هو المراد في نحو قول الله تعالى *( ايّاك نعبد )*

 

وكذلك هو المراد في قول المشركين *( ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى )*

 

لأن هؤلاء كانوا يتذللون غاية التذلل لأوثانهم وهذه هي العبادة التي هي شرك.

 

وقد تطلق العبادة  بمعنى القربة من القرب كالصلاة والذكر وذلك كحديث <<الدعاء مخ العبادة>>

 

المعنى أن الدعاء أي الرغبة الى الله  في طلب حاجة أو دفع شّر من أعظم ما يقرّب الى الله

 

وليس معنى هذا الحديث ما تدعيه الوهابية من ان التوسل بالرسول والولي من عبادة غير الله التي هي شرك.

 

هم يحتجون بهذا الحديث الدعاء مخ العبادة لتحريم قول المسلم يا رسول الله أغثني أو اللهم أسألك بجاه رسول الله كذا وكذا

 

يقولون هذا كقول المشكرين*( ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى )*

 

وكذبوا فان اولئك كانوا يتذللون للاوثان غاية التذلل ويقولون نحن نعبد هؤلاء أي نخضع لهم ونتذلل غاية التذلل ليقربونا الى الله

 

وفرق كبير بينهم وبين المسلم الذي لا يتذلل غاية التذلل الا لله ويستغيث بالانبياء  والاولياء ليقضي الله حاجاته او يدفع عنه الكرب

 

لان هؤلاء ما تذللوا غاية التذلل للانبياء والاولياء انما يتشفعون بهم الى الله .

 

ولو عرفت الوهابية معنى العبادة في لغة العرب لما قالوا ذلك لكنهم جاهلون لأن زعيمهم محمد بن عبد الوهاب لم يكن عالما فقيها ولا محدثا ولا مفسرا

 

بل كان أبوه غاضبا عليه لأنه لم يشتغل بالعلم كعادة أسلافه لأن أباه وجدّه كانا عالمين بالمذهب الحنبلي ولا يشهد له أحد من علماء الحنابلة في عصره بالعلم ولا أدخله أحد في طبقات فقهاء الحنابلة

 

“”””

هذا وإني لأعجب من هؤلاء الذين يكفرون المسلمين لمجرد التمسح بقبر وليّ أو قولهم يا رسول الله المدد

 

 

فإذا كان الرسول لم يكفر معاذا حين سجد له والسجود من أعظم مظاهر التعظيم

 

فكيف يكون ذلك كفرا عندهم  سبحانك هذا بهتان عظيم.

 

 

معاذ بن جبل رضي الله عنه حين قََدِم َمن الشام سَجدَ لرسولِ الله(صلى الله عليه وسلم) فقال له << ما هذا؟>> قال يا رسول الله رأيت أهل الشام يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم وأنت أولى بذلك قال << لا تفعل  لو كنت ءامر  احد  أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها>>  هذا الحديث  رواه ابن حبان وابن ماجه وغيرهما وهو صحيح..””””