معنى الآية الكريمة: {عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أحَدًا إلاّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [سورة الجن، 26-27]

Arabic Text By Jul 06, 2015

من إرث الرحمة من علم شيخنا الفقيه الحافظ الشيخ عبد الله الهرري قال رحمه الله في معنى الآية الكريمة: {عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أحَدًا إلاّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [سورة الجن، 26-27]:  المعنى أن الله تعالى هو عالم الغيب والشهادة، أي عالمُ ما ظهر لكم وما غابَ عنكم، ما غاب عن الناس.

والشهادة ما شاهده العباد، ما اطلع عليه العباد. فالله تعالى عالم كلّ ذلك فلا يُظهر على غيبه أي أن الله تعالى لا يُطلع لا يُظهر على غيبه الذي هو جميعُ الغيب، فلا يُطلع على جميع الغيب أحداً من عباده لا ملكاً (بفتح اللام مفرد الملائكة) ولا رسولاً، لا يُطلعُ على جميع غيبه أحداً {إلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإنَّهُ يَسْلُك مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدا}.

“إلا” معناها هُنا “لكن” من ارتضى من رسول، أي الرسول الذي ارتضاه الله تعالى لرسالته فإنّه يسلُك من بين يديه ومن خلفه رصداً أي يجعَل له رصَداً يحفظُه من الشّيطان هذا معناه. ليس معناه أنه يُطلع الرسول على غيبه. الله تعالى لا يُطلع أحداً على غيبه أي جميع الغيب لا ملكاً ولا رسولاً. أما الاطّلاع على بعض الغيب فهذا يصير للأنبياء والملائكة والأولياء، فلا عالم بالغيب إلا الله. فأمّا الأنبياء والملائكة والأولياء هؤلاء يطلعهم الله على بعض الغيب، على شيء قليل من غيب الله تعالى. غيب الله كثير لا يحصيه إلا الله. لا يحيط به علماً إلا الله تعالى. أما الأنبياء والملائكة والأولياء، الله تعالى يُطلعهم على بعض الغيب. هذا الذي يُطلِعهُم عليه بالنسبة لِمَا لم يُطلِعهُم كما يعلَقُ بالإبرة إذا غُمِست في البحر من البلل. بالنسبة للبحر هذا البلل الذي يعلق بالإبرة بالنسبة لِعُظم البحر، هذا مثلُ ذلك. القدرُ الذي يعطيه الله للملائكة والأنبياء والأولياء من الاطّلاع على الغيب مثلُ ذلك أي في نهاية القِلّة. انتهی.