علم أن الدعاء إلى الله وإلى سبيله ودينه وطاعته وصف الأنبياء والمرسلين، به أمرهم الله وأوصاهم

Arabic Text By Jun 29, 2015

قال الشيخ نجم الدين الكردي الإربلي النقشبندي دفين مصر توفي سنة 1332 للهجرة رحمه الله:

مقدمة في الدعوة الی الله،

قال تعالى: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”.

وقال: “و من أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين”.

وقال: “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون”.

وفي الآية دليل على وجوب الأمر والنهي. ووجوبه ثابت بالكتاب والسنة وهو من أعظم واجبات الشريعة، وأصل عظيم من أصولها، وركن مشيد من أركانها، وبه يكمل نظامها ويرتفع سنامها، وأنهما الفردان الكاملان من الخير الذى أمر الله عباده بالدعاء إليه.

وقال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ دَعَا إلى هُدًى كَانَ لَه مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُوْر ِمَن اتَّبَعَه لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُوْرِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إلى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَليَهِ مِنَ اْلإثْمِ مِثَل آثاَمِ مَنْ تَبِعَهُ لا ينْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آَثَامِهِمْ شَيْئًا”، رواه مسلم وأبو داود الترمذي والنسائي وابن ماجه.

ثم اعلم أن الدعاء إلى الله وإلى سبيله ودينه وطاعته وصف الأنبياء والمرسلين، به أمرهم الله وأوصاهم، وعلى ذلك اتبعهم واقتدى بهم ورثتهم من العلماء العاملين والأولياء الصالحين، ولم يزالوا في كل زمان يدعون الناس إلى سبيل الله وطاعته بأقوالهم وأفعالهم على غاية من التشمير والجد ابتغاء مرضاة الله، وشفقة على عباده، ورغبة في ثوابه واقتداء برسوله، فقد قاسی الأنبياء والمرسلون وأتباعهم من أئمة الحق والهدى، من طوائف الجاهلين والمعرضين من الأذى أمرا عظيما، فصبروا واحتسبوا ولم يزدهم ذلك إلا حرصا على إرشادهم وهدايتهم إلى سبيل الله تعالى ونصيحتهم  في دين الله.

فإذا نظر العالم بدين الله المذكر بأيام الله، الداعي إلى سبيل الله، إلى الجاهلين الغافلين عن الآخرة المقبلين على الدنيا، لم يسعه إلا أن يبين لهم ما يجب عليهم من حق الله تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُوْلِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُوْ اللهَ وَاليَومَ الأخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كثيرا”… وقد غلب الجهل واستولی علی أهل هذا الزمان وذهب بهم كل مذهب حتی صار الكثير منهم لا يعلم ولا يدري بالحق والدين ما هو”، يقول رحمه الله هذا في زمانه هو منذ 100 سنة تقريبا فكيف لو رأی هذا الزمن ولا حول ولا قوة الا بالله، وقد انقلبت الامور معكوسة لدی كثير من الناس لا يعرفون الفرق بين الايمان والكفر، يرون البدعة فريضة والسنة منكرا عظيما والعياذ بالله من ذلك، وما هذا الا لقلة من يقوم بالفريضة الواجبة من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما أمر الله تعالی، ارجو الدعاء.

وفق الله كاتبها وناشرها وعافانا وختم لنا بخير، آمين