أنّ ما يَفعَله الإنسان مِن الحسَناتِ والمعاصي كلُّ ذلكَ بمشيئةِ الله وتَقديرِه وتَخليقِه

Arabic Text By Jul 02, 2014


قال شيخنا عبدالله بن محمد الهرري رحمه الله ورحمنا آمين:

الفرق بينَ الطّاعاتِ والمعاصِي أنّ الطّاعاتِ بمشيئةِ اللهِ وتَقديرِه وعِلمِه ومَحبّتِه، أي أنّه يُحِبُّ أن نُطِيعَه. وأمّا مَعاصِينا فإنما تَحصُل بمشيئَتِه وتَقدِيره وقُدرَتِه وعِلمِه لا بمَحَبَّتِه، أي لا يُحِبُّ المعاصي التي نَعمَلُها، لكنّها بمشيئتِه حصَلت.

ومنَ الضّلالِ البَعِيد أن يَعتَقد الإنسانُ أن ما يعملَه العبادُ مِن طَاعاتٍ يَحصُل بتَخلِيق الله تعالى ومشيئتِه وإرادتِه وأنّ ما يفعلَه الإنسانُ منَ المعاصي فهو بدونِ مشيئَته، هذا ضلالٌ بعِيد.

القولُ الصّحِيح الذي يحِبُّه الله تعالى الذي كانَ عليه الأنبياءُ والأولياء، أنّ ما يَفعَله الإنسان مِن الحسَناتِ والمعاصي كلُّ ذلكَ بمشيئةِ الله وتَقديرِه وتَخليقِه، أي أنّ الله تبارك وتعالى يَخلُق فِينا الطّاعاتِ التي نَعمَلُها والمعاصي التي نَعمَلها هو يَخلقُها فينا.

فمَن خلَق اللهُ تعالى على يدَيه الحسَناتِ وتَجنّبَ المعاصي والفسُوقَ، فبِفَضل الله تبارك وتعالى أي أنّ ذلكَ فَضلٌ مِن الله على عبدِه. ومَن خلَق الله تعالى على يدَيه المعاصي والكفرَ والضَّلال والإفسادَ فذَلك بتخليقِ الله وعَدلِه، أي أنّ الله تعالى ليسَ ظَالما إذا خلَق على يدَي العبدِ المعاصي ثم عاقبَه في الآخرة ليسَ بظَالم بل هو عَدلٌ