قال الله تبارك وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ”

Arabic Text By Jul 02, 2014

قال الله تبارك وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ“.

الله تبارك وتعالى حَذّر المؤمنينَ مِن أن يَلتَهُوا عن أداءِ ما افترَض علَيهم مِن أمُور الدّين بالأموال والأولاد، أي لا تَشغَلَنَّكُم أموالُكم ولا أولادُكم عن ذِكر الله. ليس معنى ذِكرِ الله هنا الذّكْر اللّساني، أي السكوت عن نحو التّسبيح الذي يَعتادُه الإنسانُ كلَّ يوم أو التّحميد، كلمة سبحانَ الله أو الحمد لله ونحو ذلك مما هو يتّخذُه الإنسانُ وِردًا كُلّ يَوم ليَكسِبَ الأجْر. إنما ذِكرُ الله (في الآية هنا) هو طاعَةُ الله، أي أداءُ ما افتَرض وتجنّب ما حرّم. طاعةُ الله معناه أداءُ ما افتَرض وتجنّبُ ما حَرّم. هذا ذِكر الله الذي أُريدَ بهذه الآية، وذلكَ لأنّ كثيرا مِنّ النّاسِ يَنشَغِلُونَ بسَبب أولادِهم عن أداءِ ما افتَرض اللهُ وعن اجتناب ما حرّم الله فيُضَيّعُون بعضَ الواجباتِ مِن أجلِ أولادِهم ويَرتَكِبُون بعضَ المحَرَّمات مِن أجلِ أولادِهم. كذلك بعضُ النّاس مِن أجل المالِ يُضَيّعُونَ بعضَ الفرائض، للحِرص على المال، ويرتكبُونَ بعضَ الحرَام الذي هو مَهلَكَةٌ للشّخص.

مِثالُ ذلكَ بعضُ النّاس مِن أجلِ خِدمَةِ أولادِهم يَتركُون بعضَ الفرائض، لا يؤدّون بعضَ الفرائض في أوقاتها، إرضاءُ أولادِهم عندَهم كأنّه أولى مِن أداءِ فَرائضِ اللهِ تَعالى على حسَب ما أمَرَ الله. كَم مِن نِساءٍ يُفَوّتْنَ صَلاةَ العصر أو الظُّهر أو غير ذلكَ على أنفُسِهنّ مِن أجلِ أولادِهنّ، وكذلك بعضُ الرّجال يعصونَ الله تبارك وتعالى مِن أجلِ أولادِهم، وذلك كأن يكتَسِبَ مَالا حَرامًا مِن أجل أولاده. هذا شغَلُه أولادُه عن طاعةِ الله تبارك وتعالى لأنّه عصَى ربَّه مِن أجلِ أولادِه. وهناك مِثالٌ آخرُ وهو أن بعضَ النّاسِ مِن حِرصِهم على المال يَتركُونَ بعضَ الصّلَواتِ لأجلِ جَمع المال، ولا سِيَّما أصحابُ الدّكَاكين كثيرٌ منهم يَتركُون العصر، يقولونَ نَقضيها بعدَ غروبِ الشّمس، هؤلاء أهلَكُوا أنفُسَهُم لأنّ تَفويتَ صَلاةٍ واحِدةٍ ذَنبٌ كبِيرٌ عندَ الله إذا كانَ بلا عُذر