في تفسير قول الله تعالى: “اللَّهُ الصَّمَدُ”

Arabic Text By Jul 02, 2014


 

في تفسير قول الله تعالى: “اللَّهُ الصَّمَدُ” من سورة الإخلاص.

ملخصاً من كلام الإمام الرازي (606 هـ.) رحمه الله في تفسيره:
الصمد بمعنى من صُمِد إليه إذا قُصِد، فهو تعالى السيد المصمود إليه في الحوائج.

والله تعالى منزه عن الجسمية وصفات الاجسام لأنه تعالى واحد أحد فرد صمد خالق غير مخلوق.

وقال بعض المفسرين إنه تعالى هو السيد المرجوع إليه في دفع الحاجات، وبعضهم فسره بكونه تعالى واجب الوجود في ذاته وفي صفاته ممتنع التغير فيهما.

وذكروا فيه وجوهاً منها: أن الصمد هو العالم بجميع المعلومات لأن كونه سيداً مرجوعاً إليه في قضاء الحاجات لا يتم إلا بذلك، ومنها وهو قول ابن مسعود: الصمد هو السيد، ومنها: الصمد هو الخالق للأشياء وذلك لأن كونه سيداً يقتضي ذلك، ومنها: أنه هو الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه.

وقيل: الصمد هو الغني على ما قال تعالى: {وَهُوَ الغنى الحميد} (الحديد : 24) الثاني: الصمد الذي ليس فوقه أحد فوقية القهر والغلبة لقوله: {وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ} (الأنعام : 18) قال الحسن البصري رضي الله عنه وهو من أفضل السلف الصالح: الصمد هو الذي لم يزل ولا يزال (أي لا يتغيّر)، ولا يجوز عليه الزوال (أي لا يجوز على الله الفناء)، كان ولا مكان (أي كان الله موجوداً في الأزل قبل خلقه تعالى المكان)، ولا أين ولا أوان (أي لم يكن في الأزل مكان ولا زمان)، ولا عرش ولا كرسي (كلاهما كذلك مخلوقان من مخلوقات الله)، ولا جني ولا إنسي (كل ذلك مخلوق والله لا يحتاج إلى ذلك) وهو الآن كما كان (أي أن الله لا يزال موجوداً بلا مكان لا يحتاج إلى شيء وهو خالق كل شيء). وقال أبو هريرة إنه تعالى المستغني عن كل أحد ومعناه أنه المنزه عن قبول النقصانات والزيادات، وعن أن يكون مورداً للتغيرات والتبدلات، وعن إحاطة الأزمنة والأمكنة والآنات والجهات .
وقوله تعالى: {الله الصمد} يقتضي أن لا يكون صمد سوى الله، فهذه الآية تدل على أنه لا إله سوى الواحد القهار، وهو إشارة إلى كونه واحداً بمعنى نفي الشركاء والأنداد والأضداد عنه سبحانه ليس كمثله شيء