أشرف كلمة في التوحيد قول أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه: الحمد لله الذي لم يجعل للخلق سبيلاً الى معرفته إلاّ بالعجز عن معرفته”

Arabic Text By Aug 01, 2013



من نفائس الصوفية: قال إمام الصوفية الجنيد رضي الله عنه (298 هـ.) : ” أشرف كلمة في التوحيد قول أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه: الحمد لله الذي لم يجعل للخلق سبيلاً الى معرفته إلاّ بالعجز عن معرفته”. (كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب لأحمد بن محمد التلمساني 7/267).

ومعناه أن العبد لا يستطيع أن يحيط علماً بالله تعالى، والواجب في حق العبد معرفة أن الله تعالى موجود لا يشبه الموجودات.. موجود لا يحتاج إلى مكان ولا جهة.. وأنه تعالى واحد قادر على كل شيء خالق لكلّ شيء وغير ذلك مما يجب معرفته لله من صفات الجلال ونعوت الكمال.. وأن الله لا يجوز عليه صفات المخلوقات.. لا يجوز عليه أن يكون ذا حجم كثيف كالإنسان والنبات والحجر.. وليس الله عز وجل جسماً لطيفاً كالريح والروح والملائكة والجن.. والله لا يوصف بأوصاف المخلوق كالحركة والسكون والحرارة والبرودة والشكل والهيئة والصورة.. هذا العبد الذي عرف ذلك الوصف اللائق بالله يقال عرف الله.. أما من لم يرض بهذا فشبه الله بخلقه ووصفه تعالى بالجلوس أو الاستقرار أو الحركة أو السكون أو وصف كلامه بأنه حرف أو صوت أو لغة كالوهابية وشيخهم ابن تيمية الحراني الضال المضل (728 هـ.).. فهذا مشبه لله بخلقه ولم يعرف الله وليس من جملة المسلمين لأنه لا يعبد الله بل يعبد شيئاً تخيله وتوهمه.. والله تعالى لا يجوز أن يتوهمه أحد ولا أن يتخيله أحد لأنه تعالى خالق كل وهم وخيال ولا يجوز أن يشبه الخالق المخلوق، سبحانه وصف نفسه فقال “ليس كمثله شيء”، هكذا قال الإمام فخر الدين الرازي (606 هـ.) في تفسيره عند قول الله تعالى من سورة سورة يوسف: “مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ”، قال ما نصه: “وهذا قول المشبهة فإنهم تصوّروا جسماً كبيراً مستقراً على العرش ويعبدونه، وهذا المتخيل (بضم الميم وفتح التاء والخاء وتشديد الياء المفتوحة) غير موجود البتة، فصحّ أنهم لا يعبدون إلا مجرّد الأسماء”. اهـ.

رحم الله الرازي إمام السنة قتله مشبهة زمانه بالسم بعد ان عجزوا عن كسر حججه العقلية والنقلية لأنه كان قوي المناظرة عالماً ابن عالم فقيهاً ابن فقيه، رحمه الله ورحمنا ببركته وبركة الإمام الجنيد رضي الله عنه،

دعاكم لمن نشرها