حديث “إن الله جميل يحبّ الجمال” رواه مسلم وغيره
الحمدلله تعالى
رحم الله تعالى شيخنا شيخ الإسلام عبدالله الهرري رضي الله عنه ورحمنا ببركاته، آمين،
فائدة مهمة جداً: حديث “إن الله جميل يحبّ الجمال” رواه مسلم وغيره، قال الحافظ بن الصلاح رضي الله عنه: “وقوله إن الله جميل، فمعنى جماله تبارك وتعالى أن كل أمره حسن حميد، فله الأسماء الحسنى وصفات الجلال والكمال العليا كلها جمعاء، ويجوز أيضا أن يكون جميل هذا بمعنى مجمل كما جاء سميع بمعنى مسمع ونحو ذلك والله أعلم”، وهذا واضح فالمعنى أن الله جميل الصفات كاملها، لا نقص في صفاته تعالى، خالق كل شيء ولا يحتاج إلى شيء، لا إلى مكان ولا إلى زمان، كان قبل المكان بلا مكان، وكان قبل العرش من غير عرش ولا فرش، وهو تعالى لا يتغير لأن المتغير مخلوق لاحتياجه إلى من يغيره من حال إلى حال، والمخلوق لا يكون إلهاً، وهو تعالى خالق الزمان وخالق السموات والأرض كما أنه خالق كل شيء وهو القائل في كتابه العزيز: “بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ” (سورة الأنعام)، وقال بعض كبار أهل العلم كما تقدم إن معنى الحديث: جميل أي مجمل (بكسر الجيم) معناه محسن، يحب الجمال أي يحب الإحسان، وفي الحديث حين سئل صلى الله عليه وسلم عن الإحسان قال “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك” رواه البخاري ومسلم، وهذا من أعلى المراتب عند أكابر صوفية أهل السنة والجماعة نفعنا الله بهم وبسائر المشايخ الصالحين الذين علمونا الخير رضي الله عنه وعنا ببركاتهم، آمين،
دعاكم لمن كتبها ونشرها