كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ”

Arabic Text By Jul 29, 2013

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ”


الحمدلله تعالى والله تعالى يجزي شيخنا شيخ الإسلام عبدالله الهرري رضي الله عنه ومن علمنا خيرا الكثير من نعيم الآخرة، آمين

بيان دين الحق: الإسلام ديننا العظيم الذي نزل به أفضل الملائكة جبريل عليه السلام على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس مجرد صلاة وصيام وعدم إيذاء المسلم أخاه المسلم والإحسان إلى المسلم وإلى غير المسلم بالمعروف والخلق الحسن وتقريبه للتوحيد لما ينفعه في دنياه وآخرته ثم أكل وشرب ولعب ولهو ولو بالحلال فحسب، مع أهمية الصلاة والصيام وسائر العبادات البدنية، لا ليس الأمر كذلك، الإسلام فيه الصلاة والصيام وحسن الخلق مع الناس وترك السرقة وأمثال ذلك من أحكام الدين والشرع، هذا من الإسلام، ولكن هذه الأمور ليست كلّ الإسلام، فعقيدة التوحيد هي أساس الإسلام وهي معرفة أن الله خالق كل شيء وأنه تعالى لا يحتاج إلى شيء، والإسلام فيه كذلك أوامر يجب الأمر بها ومنهيات يجب النهي عنها، وهو ما جعل هذه الأمة أفضل الأمم يصدّق ذلك كتاب الله قال الله تعالى “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ” (سورة آل عمران).

لا شك في أن الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم أفضل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن الله قدّم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليعلم المؤمن منزلتهما العظيمة في ديننا العظيم، وأنهما أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حياة الإسلام، وأن ترك إنكار المنكر يوجب سخط الله وغضبه وعذابه، يصدّق ذلك كتاب الله تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (سورة المائدة).

فمن ترك الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر والكفر والضلال ولا سيما ضلالات الوهابية النجدية تدعي كذباً أنها سلفية وتعلم الناس الضلال وتشبيه الله بخلقه ويقولون الله تعالى جالس على العرش والعياذ بالله من التشبيه، ويكفرون الصحابة والتابعين رضي الله عنهم لأنهم – أي الوهابية – يكفرون من تبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، ومثلهم حزب سيد قطب المنحرف عن نهج الشيخ حسن البنا رحمه الله، فمن سكت عن ذلك والمنكر ينتشر ويعمّ ولو كان بقلبه غير راض بهذا المنكر وهو قادر على دفع الباطل ونصر الحق ولو من حيث الإعانة عليه بالجهد او المال أو ما أشبه نصراً لدين الله وجهاداً في سبيل الله، فليعلم من سكت عن ذلك أنه أشبه الذين لعنوا على لسان الأنبياء والمرسلين وأنه على غير الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضي الله عنهم والأولياء الصالحين الذين فتحوا البلاد لينتشر الإسلام في أنحاء الدنيا، وإلا لو كانوا خانعين يسكتون مراعاة لخاطر فلان أو فلان أو يخافون إنكار المنكر ويشتغلون بالقصص والحكايات وحلقات الرقص، لبقي الإسلام في مكة والمدينة بل لهجم الكفار على مكة والمدينة حرسهما الله، وهكذا كان أبطال الصوفية الذين نشروا الإسلام في الدنيا لم يخافوا في الله لومة لائم بل كانوا أسوداً ضراغم في نشر الحق وبيان الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزاهم الله خيراً ورحمنا ببركاتهم، من حاد عن ذلك كائناً من يكون فقد حاد عن الحق والصوفية كلهم منه بريئون، فالصوفي الصادق من اتبع الحق حيثما وجده لا مداهنة ولا مراءاة في دين الله ولكنه الحق فحسب وليس إلا الحق والحق وحده، قال الله تعالى تحذيراً وترهيباً وتخويفاً لا إذناً بالكفر ورضاً به: “وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (سورة الكهف)، اعملوا بنصيحتي وعلموها أهلكم واولادكم تلقوا بركتها في الدنيا والآخرة واذكروني بالدعاء ولو لم تسمعوا مني شيئاً، فالموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل، الله يختم لنا بالحسنى بجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحم الله تعالى أخاً أحبني في الله أو دعا لمن نشرها بخير