عليكم بعلم أهل السنة

Arabic Text By Jul 16, 2013

 

عليكم بعلم أهل السنة

عليكم بعلم أهل السنة فإنه ألذ كلّ اللذائذ نفعنا الله به، علم أهل السنة دواء من لا دواء له، وشفاء من لا شفاء له، وجمال من لا جمال له، وهو نور في الدنيا ونور في الآخرة،
حجج كاسرة في إثبات تنزه الله عن المكان احفظوها وعلموها الناس لكم ثواب المجاهد في سبيل الله تعالى، بعض الوهابية المجسمة يقولون إن الله في جهة فوق لأنها الأليق بالله تعالى، قالوا إن الله موجود بذاته فوق العرش لأنه يستحيل أن يكون تحته، وكلامهم باطل بالنقل والعقل،
هؤلاء من جهلهم يزعمون أنهم يريدون تعظيم الله تعالى، فإذا بهم ينتقصون من عظمة الله وكماله، يقولون إن الله يزداد عظمة بكونه في جهة فوق، وهذا ضلال لأن الله متصف بصفات الجلال والكمال أزلاً وابداً لا يَشرُف بشيء من خلقه، من قال إن الله يزداد شرفاً وعظمة بالجلوس على العرش في جهة فوق فكأنه يقول إن الله ناقص الجلال حتى استقرّ على العرش، وهذا انتقاص من عظمة الله وشتم له سبحانه،
أما العقل فإنه كما استحال باعترافهم أن يكون الله تحت العرش استحال كذلك أن يكون فوقه، لأن القرآن والعقل قضيا أن الله خالق للفوق كما أنه خالق للتحت، فكما استحال في العقل أن يكون الله محصوراً في أيّ جهة منهما قبل خلقهما، كذلك استحال في العقل أن يكون الله محصوراً في أيّ منهما بعد أن خلقهما، فهما يستويان في المخلوقية إلى الله خالق كل شيء.
وما أجمل قول أبي حنيفة رضي الله عنه دليلاً عقلياً على هؤلاء الجهلة المجسمة، قال في كتابه الوصية: “وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج، فلو كان محتاجاً لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره.. ولو كان محتاجاً إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله!، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً”.
أما النقل فحديث البخاري “كان الله ولم يكن شيء غيره”، دلّ ذلك على أن الله خالق للعرش كما أنه خالق لما سواه، ثم لو كان الله فوق العرش بذاته لكان مشابهاً للكتاب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم واللفظ له: “لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي”، والمعنى أن آثار رحمة الله أكثر من آثار غضبه، فالجنة أكبر من النار مثلاً، فلو كان الله فوق العرش بذاته كما يقول الوهابية المجسمة لأشبه سبحانه هذا الكتاب، والله تعالى منزه عن ذلك، ليس كمثله شيء، أنشروه وعلموه الناس، دعاكم لمن كتبه ولمن نشره بخير، شكرا لكم